يستعد الفلسطينيون لإحياء الذكرى ال63 للنكبة على غير عادتهم ، وتأثرا برياح التغيير في البلدان العربية اليوم عبر تنظيم مسيرات وتظاهرات حاشدة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وقطاع غزة وفي الخارج. ستنطلق اليوم “مسيرة العودة “وهي مسيرة سلمية شعبية مليونية فلسطينية من غزة والضفة والقدس والأردن ولبنان وسوريا ومصر، باتجاه الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها عام 1948 يعيش قرابة 4.7 ملايين لاجئ فلسطيني وأحفادهم حاليا في لبنان وسوريا والأردن والقطاع والضفة الغربيةالمحتلة. وتجسد النكبة التي وقعت في 15 من ماي عام 1948 أول موجة تهجير وإبعاد قسري للفلسطينيين من أرضهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ هجر وطرد 800 الف فلسطيني من منازلهم. ودعا الآلاف من الفلسطينيين إلى الاعتصام يوم النكبة في الساحات الرئيسة في هذه المدن والتظاهر أمام سفارات إسرائيل في العالم. ودعت اللجنة التحضيرية لمسيرة العودة جموع اللاجئين إلى الخروج في مسيرة مليونية والتقدم بشكل سلمي باتجاه الحدود مع فلسطين إلى أقرب نقطة ممكنة مع الحدود الفعلية والاحتفاظ بأقصى درجات ضبط النفس تجاه أي ردة فعل عنيفة من قبل جيش الاحتلال أو أي محاولة لقمع المسيرة. وقالت اللجنة في بيان: “إن مسيرة العودة هي مسيرة سلمية شعبية مليونية فلسطينية ستنطلق من غزة والضفة والقدس والأردن ولبنان وسوريا ومصر باتجاه الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها عام 1948”. وأضافت: “إن هدف مسيرة العودة هو تنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تطبيقا للقرارات الدولية، وقرارات الأممالمتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين ومنها القرار 194، الذي يدعو بوضوح إلى “وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن، للاجئين الراغبين في العودة إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى بيوتهم، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر”. وأوضحت اللجنة أن مسيرة العودة تبدأ في غزة وتنتهي في يافا وحيفا واللد والرملة والمجدل، وستأخذ في الحسبان تطورات الميدان وردود فعل الاحتلال وتبقى الكلمة الأولى والأخيرة فيها لإرادة الشعب الفلسطيني. وشددت أن مسيرة العودة السلمية الشعبية المليونية تهدف إلى تنفيذ وتحقيق هذا الحق، حسب ما ورد في القوانين الدولية وخصوصا القرار 194 بخصوص عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولا يحق لأي جهة كانت اعتراضها أو معارضتها أو منعها بالقوة. وطالبت اللجنة الدبلوماسية الفلسطينية بإيصال الدعوة للمسيرة إلى مجلس الأمن الدولي ومحاولة استصدار قرار بحماية المدنيين العائدين باعتبار عودتهم جزءا من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، داعية فلسطينيي الداخل للمشاركة وذلك عبر مسيرة أخرى تلاقي مسيرة العودة بعد تجاوزها لحدود فلسطين. كما طالبت اللجنة حكومات الدول العربية بتبني موقف سياسي واضح من دعم المسيرة والضغط سياسيا ودبلوماسيا على المجتمع الدولي للقيام بدوره في حماية الفلسطينيين وحماية العودة ووجهت اللجنة النداء إلى الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي والمجتمع الدولي إلى حماية المسيرة ومساعدتها على تحقيق هدف العودة، حيث أن تطبيق حق العودة كان ومازال واجبا من واجبات الأممالمتحدة التي تقاعست عن تنفيذه في 63 وجاء الوقت الذي نطالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل واجباتهما تجاه اللاجئين والعودة، على حد قول البيان. وفي السياق انطلقت أمس من ميدان التحرير وسط القاهرة قافلة من شبان مصريين في طريقها الى شمال سيناء للمشاركة في فعاليات دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المقرر أن تنطلق اليوم في (يوم النكبة). وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن القافلة التي نظمها “ائتلاف اللجنة التنسيقية لدعم القضية الفلسطينية” بهدف “توصيل رسالة قوية للمجتمع الدولي والأمة العربية والاسلامية مفادها أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين ودعمها يشغل بال شباب الثورة المصرية”. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد حثت في بيان صحافي تلك القوى التي دعت الى هذه المسيرة بهدف دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على “النظر بموضوعية الى الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها مصر” مؤكدة الحرص على مناصرة الشعب الفلسطيني ودعمه في سبيل حصوله على حقوقه المشروعة والعادلة.