كشفت قائمة الدول المشاركة في معرض الجزائر الدولي، المقرر بين 1 و 6 جوان الداخل، عن غياب أهم الدول العربية المصنعة والنفطية، وغياب القارة الإفريقية من غير العرب، ماعدا السنيغال. بينما تسجل أوروبا والدول الأمريكية حضورها ضمن فعاليات المعرض، من دون إسبانيا وبريطانيا. ويتميز الحضور الأوروبي بتواجد رائد اقتصاد القارة العجوز، ألمانيا، إلى جانب فرنسا، إيطاليا، التشيك، صربيا، هولندا، تركيا وبولونيا. وتعتبر هذه الدول من بين أكبر المتعاملين الأوروبيين مع الجزائر فيما يخص التجارة الخارجية، ومن بين زبائنها الأوائل في البترول، إلى جانب إسبانيا وبريطانيا، أكبر الغائبين عن التظاهرة من أوروبا. أما بالنسبة للحضور الأمريكي، فإن القائمة كشفت عن حضور الولاياتالمتحدةالأمريكية، أفضل شريك تجاري للجزائر، بميزان مبادلات بلغ 22 مليار دولار، وأحسن زبون لبترول الجزائر، إلى جانب حضور كل من كندا، البرازيل، الأرجنتين، كوبا، فنزويلا، الشيلي.. وهي الدول الأكثر تعاملا مع الجزائر، وتشهد حركة تجارية مكثفة فيما يخص منتجات البن، اللحوم، والخشب والسكر ومنتجات أخرى خارج المحروقات. وتتبادل الجزائر مع هذه الدول زيارات وزارية سنوية تترجم مدى تفعيل مخطط التنمية المشتركة من الناحية التجارية، وتؤكد خيارات الجزائر في التعامل مع الأجانب. وتوضح هذه التظاهرة مدى استجابة الدول الأجنبية من أوروبا وأمريكا لقرارات الاقتصاد الجزائري، لاسيما بعد إقرار الإجراءات الحمائية ضمن قانون المالية التكميلي لسنتي 2009-2010، التي غيرت مجرى الاستثمارات الأجنبية المباشرة داخل الوطن، معلنة تقلص الحجم بالرغم من أن الجزائر لم تستفد من قبل من هذه الاستثمارات، كونها لم تجسد مبدأ توطين الإنتاج. ويؤكد غياب القارة الإفريقية، ماعدا السنيغال، ميل الجزائر إلى أوروبا وأمريكا، واهتمامها بالشراكة معهم. بالرغم من غياب التنافسية وعدم قدرة المنتوج الجزائري على منافسة نظيره الأوروبي والأمريكي، حتى في السوق الوطنية، إلا أن المؤسسات المحلية ترغب في التعامل معهم من دون إفريقيا، القارة التي تتجانس كثيرا مع المنتوج الجزائري من حيث النوعية والمعايير الإنتاجية. وتتجلى صورة عدم الاهتمام بإفريقيا، في عدم المضي قدما في مفاوضات منطقة التبادل الحر مع 8 دول من غرب إفريقيا، وفي المقابل تتقدم المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، ووجود مسعى لبناء قاعدة تبادل حر مع واشنطن، ودول من جونب أمريكا، هذه الدول التي لن تستطيع الجزائر منافستها صناعيا وتجاريا على المدى المتوسط، باعتراف الحكومة ذاتها، على لسان وزراء الصناعة والتجارة والوزير الأول، أحمد أويحي، الذي أقرّ بصعوبة التعامل معهم"لكونهم يعاملوننا على أننا معبر تجاري وبازار لمختلف السلع الأجنبية".. يقول أويحي خلال تدشينه الطبعة 43 من معرض الجزائر الدولي العام الماضي، في انتظار ما سيصرح به هذه السنة..