خيم، صباح أمس، الهدوء على مدينة العلمة، التي عاشت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، على وقع أحداث شغب كبيرة اندلعت بسبب وفاة مناصر دهسته سيارة الشرطة، عقب نهاية مباراة المولودية المحلية ضد شبيبة بجاية. وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الأوضاع قد هدأت وعادت الأمور إلى مجاريها، اندلعت أعمال الشغب من جديد في حدود الساعة السابعة، حيث أقدم المتجمعون على غلق الطريق، لتبدأ بعدها مباشرة عملية الرشق بالحجارة، وتسارعت الأحداث لتتحول إلى مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، حيث امتدت المواجهات إلى حي “مازوكا” وشوهد الدخان المسيل للدموع يملأ فضاء الحي، كما تسربت كميات منه إلى المنازل، ما خلق هلعا وسط العائلات القاطنة بالمنطقة. ومع تزايد موجة الغضب، بدأت مصالح الاستعجالات بمستشفى العلمة تستقبل الجرحى، حيث تم إحصاء 30 جريحا، منهم 21 شرطيا أصيبوا بجروح، تلقوا على إثرها العلاج وغادروا المستشفى. وقد استغل البعض الوضع السائد للتوجه إلى مستودعات حفظ المواد المحجوزة الكائنة بوسط المدينة، حيث تعرضت لهجوم شرس تم خلاله الاستيلاء على مختلف أنواع المواد الغذائية، كما تم إضرام النار في المستودعات، التي تحولت إلى حطام، كما تم حرق سيارة كانت داخل المستودع فلم يبق منها إلا الهيكل، لتتدخل بعدها مصالح الحماية المدنية لإخماد النار، وهي العملية التي استغرقت بضع ساعات، ليتدخل بعدها عمال البلدية لتنظيف المكان وإصلاح مداخل المستودعات التي سجلت بها خسائر كبيرة. وحسب مصادرنا، فقد تم توقيف 25 شابا، حررت ضدهم محاضر لدى مصالح الشرطة، وتم إيداع 15 شخصا الحبس المؤقت، إلى حين محاكمتهم بتهمة إحداث الشغب والإخلال بالنظام العام.