بدأ الهدوء يعود تدريجيا إلى مدينة العلمة، بعد أن شهدت نهاية أسبوع على وقع أحداث شغب أليمة، والتي انطلقت بسبب وفاة مناصر الشاب نظال سحاري بعد أن دهسته سيارة الشرطة بالخطأ عقب نهاية مباراة المولودية المحلية أمام شبيبة بجاية، وقد وري الضحية إلى مثواه الأخير أول أمس في موكب جنائزي مهيب حضره جمع غفير يتقدمهم عميد الشرطة لدائرة العلمة والذي أصر على ركوبه سيارة الإسعاف التي كانت تقل جثة نضال كما ساهم العميد في دفن المرحوم في مشهد تأثر له الحضور، وفي الوقت الذي ضن فيه الجميع أن الأوضاع قد هدأت وعادت الأمور إلى مجاريها اندلعت من جديد في حدود ساعة السابعة ،حيث أقدم المتجمعون على غلق الطريق لتبدأ بعدها مباشرة عملية الرشق بالحجارة و تسارعت الأحداث لتتحول إلى مواجهات مع قوات مكافحة الشغب التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وقد امتدت المواجهات إلى حي غاية حي مازوكا أين كان الدخان المسيل للدموع يملأ فضاء الحي كما تسربت كميات منه إلى المنازل مما خلق هلعا وسط العائلات القاطنة بالمنطقة. ومع تزايد موجة الغضب بدأت مصالح الاستعجالات لمستشفى العلمة تستقبل الجرحى حيث تم احصاء 30 جريح منهم 21 شرطي اصيبوا بجروح تلقوا على إثرها العلاج و غادروا المستشفى، وقدا ستغل البعض الوضع للتوجه إلى مستودعات حفظ المواد المحجوزة الكائنة بوسط المدينة والتي تعرضت لهجوم شرس تم خلاله الاستيلاء على مختلف أنواع المواد الغذائية كما تم إضرام النار في المستودعات فتحولت إلى حطام كما تم حرق سيارة كانت داخل المستودع فلم يبق منها إلا الهيكل لتتدخل بعدها مصالح الحماية المدنية لإخماد النار و هي العملية التي استغرقت بضع ساعات ليتدخل بعدها عمال البلدية لتنظيف المكان و إصلاح مداخل المستودعات التي سجلت بها خسائر كبيرة، فقد تم تسجيل خسائر مادية فادحة في العديد من المقرات الإدارية العامة والخاصة من تحطيم الواجهات لكل من البنوك والبلدية ومقر المتعامل الخاص للهاتف النقال " جيزي" الذي تضرر بالكامل بعد السطو على كل محتوياته، كما تم اقتحام مركز تخزين للجمارك بالمدينة وتم السطو على كل محتوياته مع اشتعال المقر عن آخره كما تم التعدي على محل شركة سامسونغ وبريد الجزائر، لكن حكمة رجال الشرطة بعدم استعمال الرصاص الحي نجحت في إخماد هذه الفتنة التي كاد أن تنفلت إلى مالا يحمد عقباه بالرغم من تسجيل أكثر من60 إصابة وتوقيف 80 شخصا وتم تقديمهم لوكيل الجمهورية الذي أمر بحبس 15 شخص وتقديمهم للمحاكمة.