تجاوزت التقارير الأمريكية حدود نفي تهمة نقل المرتزقة المزعومة التي حاول قادة المعارضة الليبية إلحاقها بالجزائر، فبعد نفي القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا ‘'أفريكوم''، الفريق كارتر هام، تورط الجزائر في إرسال مرتزقة للقتال في صفوف كتائب القذافي، أوضح مسؤولون أمريكيون كبار أن المعارضة الليبية الممثلة في المجلس الانتقالي الليبي هي من تقوم بدعم صفوفها بالمرتزقة لمواجهة كتائب العقيد الليبي معمر القذافي الذي يلجأ هو الآخر إلى بارونات المخدرات والمجرمين في حربه ضد المعارضة التي تقول التقارير الإعلامية إن الخاسر فيها هو الشعب الليبي لاسيما المقيمين منه في منطقة مصراتة التي تشهد معارك عنيفة منذ ثلاثة أشهر. قال مسؤولو أمن أمريكيون وغربيون إن الزعيم الليبي معمر القذافي ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به يجلبون جنودا مرتزقة لتعزيز صفوف قواتهم. وأضافوا أن أعدادا صغيرة من المتعاقدين مع شركات خاصة يعملون مع المعارضين الذين يقاتلون قوات القذافي في ليبيا. وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم في مناقشة قضايا حساسة إنهم يعلمون أنه لا يوجد أي أمريكي بين الأجانب الذين يعملون مع المعارضة ولا يحصل أي منهم على أموال من الحكومة الأمريكية. وعلى الرغم من أن استخدام قوات المعارضة للمرتزقة أمر جديد فإن القذافي يستخدم الجنود المرتزقة منذ وقت طويل ومعظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وذكر مسؤولون أمريكيون كبار أن عدد المرتزقة في قوات القذافي أكبر من عددهم في صفوف المعارضة الليبية، وأن القذافي يعتمد على المرتزقة لتعزيز ما تبقى من قواته النظامية التي ضعفت إلى حد كبير بسبب الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها حلف شمال الأطلسي. ويرجح أن المتعاقدين الذين يعملون مع المعارضين في معقلهم بمدينة بنغازي جاءوا من دول مثل فرنسا وبريطانيا أو من خلال شركات عسكرية خاصة جندتهم. وتلعب الدولتان الدور الأكبر في الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي. وأفرج الشهر الماضي عن أربعة فرنسيين كانوا يعملون في ليبيا لصالح شركة سيكوبيكس الأمنية الخاصة بعدما احتجزهم المعارضون على ما يبدو في بنغازي لعدة أيام. وقتل خامسهم وقت اعتقالهم وكان جنديا سابقا في القوات المظلية الفرنسية واسمه بيير مارزيالي. وهناك مزاعم بأن سيكوبيكس تعمل مع القذافي لكن الشركة أصدرت بيانا قالت فيه العكس وهو أنها تتعامل مع المعارضين. وقالت سيكوبيكس إن أفرادها يقدمون خدمات حراسة شخصية لرجال أعمال وأنهم يحاولون تأمين ممر بين بنغازي والقاهرة. وصرح ممثل لمجموعة هاربور وهي شركة علاقات عامة في واشنطن تمثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، بأنه ليس لديه معلومات عن عمل متعاقدين من شركات خاصة مع معارضي القذافي. وقدمت لجنة تقصي الحقائق الدولية المعنية بالتحقيق في جرائم الحرب والإبادة والانتهاكات في ليبيا برئاسة الدكتور شريف بسيوني تقريرها إلى مجلس حقوق الانسان في جنيف، وأفادت تقارير أن لجنة تقصي الحقائق سوف تعقد مؤتمرا صحفيا في جنيف الإثنين القادم، تقدم فيه النتائج التي توصلت إليها. هذا وأكد وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه، أمس، أن فرنسا تعمل مع المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي في محاولة لإقناعه بالتنحي عن السلطة، وفي الوقت نفسه تعمل على زيادة الضغط العسكري على قواته مع بدء الشهر الثاني من مهمة لحلف شمال الأطلسي في ليبيا مدتها ثلاثة أشهر. وقال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه إن “القذافي يزداد عزلة. انشق المزيد ممن حوله وتلقينا رسائل من الدائرة المقربة منه والتي تفهم أن عليه أن يرحل. “وأضاف: “سنزيد الضغط العسكري كما فعلنا منذ عدة أيام...لكن في نفس الوقت نحن نتحدث مع كل من يستطيع إقناعه بأن يترك السلطة”. من جهة ثانية، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أن روسيا سترسل “مبعوثا خاصا” إلى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة.