استبعد مسؤول رفيع في حلف الشمال الأطلسي ''الناتو'' أن يكون المرتزقة الذين يستعين بهم نظام العقيد الليبي معمر القذافي في ''حربه'' ضد المطالبين بإسقاطه، يأتون من دول الجوار على غرار الجزائر، مضيفا في تصريحات أدلى بها لصحيفة ''الدايلي تلغراف''، أن العقيد يستخدم جميع اتصالاته في المنطقة لجلب المزيد من المرتزقة إلى ليبيا للدفاع عن نظامه. غير أن تسلل مرتزقة عبر الحدود الجزائرية أو التونسية يبقى أمرا مستحيلا في ظل الإجراءات المشددة التي يفرضها الجيشان في البلدين. وعدا ذلك، قال مسؤول ''الناتو'' إن العقيد قد يلجأ إلى إدخال المرتزقة عبر تشاد أو السودان، خصوصا أن كثيرا من هؤلاء المقاتلين المأجورين الذين قبض عليهم من طرف ''الثوار''، اعترفوا بأنهم كانوا ضمن صفوف القوات المقاتلة في ''دارفور''. وتأتي تصريحات مسؤول الحلف الأطلسي لتدحض ادعاءات اطلقها ما يسمى ''المجلس الوطني الانتقالي الليبي'' الذي كال تهما مضللة للجزائر، وقال إنها تدعم نظام العقيد الليبي بالمرتزقة، مما أثار دهشة واستغراب العديد من المتابعين، ونفته الخارجية الجزائرية جملة وتفصيلا. وفي السياق ذاته، كشف مسؤول سابق في نظام القذافي، أن العقيد الليبي أنفق 5,3 ملايير دولار على استئجار المئات من المرتزقة الأفارقة للمساعدة في هزيمة قوات المعارضة، مضيفا في تصريحات نقلتها صحيفة ''دايلي تلغراف'' البريطانية في عددها الصادر أمس، أنه زوّد مسؤولي ''الناتو'' بتفاصيل صفقة لتجنيد 054 مقاتلا، وأكد أنه شارك في مفاوضات جلب عناصر المرتزقة قبل أن ينشق وينضم إلى صفوف المعارضة. وأوضح المسؤول المنشق، الذي رفض الكشف عن هويته، أن كل واحد من المرتزقة تلقى 01 آلاف دولار للقتال مع كتائب العقيد القذافي لمدة شهرين، وتم ترتيب الصفقة مع المرتزقة في مارس الماضي بعد أن هددت الاحتجاجات المناهضة للحكومة بإسقاط النظام. واتهمت جماعات المعارضة الليبية المرتزقة بالوقوف وراء أسوأ التجاوزات التي ارتكبها النظام، بما في ذلك قتل النساء والأطفال. وجند مسؤولون ليبيون العشرات من مقاتلي حركات التمرد في النيجر ومالي التي لديها روابط وثيقة مع نظام القذافي، مشيرة إلى أن مسؤولي حلف الأطلسي تلقوا تقارير في الماضي بأن العقيد القذافي اعتمد بشكل كبير على المرتزقة الأجانب للدفاع عن نظامه، لكن الوثائق التي قدمها المنشقون الليبيون أخيرا أظهرت أن نظام القذافي لايزال يسعى بنشاط لتجنيد المزيد من المقاتلين. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة ''ليبيا اليوم'' المعارضة عن ''مصادر مؤكدة في المعارضة التشادية''، قولها إن الرئيس إدريس ديبي أجبر بالأمر العسكري أكثر من ستة آلاف مرتزق تشادي على الانضمام إلى الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، مشيرا إلى عمق العلاقة بين النظام الليبي والتشادي