تعيش مدينة تمالوس، غرب ولاية سكيكدة، الهدوء الحذر، بعد موجة الاحتجاجات والمواجهات الدامية مع مصالح الأمن مؤخرا، حيث تجددت الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح رئيس المجلس الشعبي البلدي المحبوس برفقة شرطي ومقاول، على خلفية تهم تتعلق بإبرام صفقات مخالفة للتشريع، والتي استمرت إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الخميس، أين استعملت الشرطة الهراوات والغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوهم بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 11 شرطيا، تم نقلهم إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج، فيما تم نقل اثنين منهم إلى مستشفى سكيكدة، نظرا لخطورة إصابتهما. وأقدم المتظاهرون على تخريب مقر جديد للأمن في طور الانجاز، وواجهة محكمة تمالوس، كما طالت موجة التخريب، مقر الدائرة ومقر البلدية، ولم تسلم أعمدة الإنارة العمومية من عمليات التخريب، حيث دمرت عن آخرها، وتم تكسير العديد من السيارات، فيما لجأ التجار إلى غلق محلاتهم وسكناتهم القريبة من موقع الاحتجاج، في الوقت الذي اعتمدت فيه قوات الأمن على أسلوب الحوار وضبط النفس. وفي حدود الساعة الثامنة ليلا، هدأت موجة الاحتجاجات وسط ترقب حذر لقوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب، التي بقيت قابعة في موقع الاحتجاج إلى غاية كتابة هذه الأسطر. للإشارة، فإن الشرطة لم تعتقل أي محتج، ليبقى الهدوء الذي تعرفه المدينة نسبيا مع ترقب اندلاع موجة غضب جديدة في أية لحظة.