عائشة القذافي تشكو الناتو إلى القضاء البلجيكي بتهمة جرائم حرب بعد خطاباته التهديدية والوعيدية التي توحي بالتسلط والجبروت خرج القذافي بخطاب صوتي جديد تحدث فيه لأول مرة عن إمكانية لجوئه إلى الانتحار كأحد الخيارات التي قد يلجأ إليها إذا اشتد عليه الخناق والضغط. قال القذافي في آخر حديث بثه التلفزيون الليبي “لا يهمنا الحياة ولا يهمنا النصر ولا يهمنا الموت، ما نهتم به هو واجبنا الذي سنقوم به نحو التاريخ والماضي والمستقبل سواء متنا أو استشهدنا أو انتحرنا أو انتصرنا”. مستمدا عبارة الشهيد التاريخي عمر المختار التي قالها للقائد الإيطالي عندما عرض عليه أن يبيع وطنه وشعبه “ نحن لا نستسلم ننتصر أو نستشهد سيكون عليكم محاربة الجيل القادم والأجيال التي تليه أما أنا فستكون حياتي أطول من حياة شانقي”. لكن شتان بين من حارب من اجل استقلال بلده وشعبة مثل البطل الشهيد عمر المختار وبين القذافي الذي قاتل شعبه وتسبب في جلب قوات أجنبية تقتله وتحتل بلده وثرواته. ويبدو أن القذافي يحاول في آخر خرجاته استمداد المجد من الاستعانة بمقولة البطل الليبي عمر المختار بعد أن أيقن بتشوه صورته وانه أصبح غير مرغوب فيه لا في داخل ليبيا ولا خارجها نتيجة جره ليبيا إلى حرب أهلية وتدخل أجنبي بعدم رضوخه لمطالب شعبه في الحرية والعيش الكريم. وقال الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلاثاء إن الشعب الليبي أقوى من هجمات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأقسم على بالبقاء في العاصمة طرابلس مهما كانت العواقب. وقال القذافي إنه سيبقى في طرابلس حيا كان أو ميتا. وقال القذافي في رسالة مسجلة بثها التلفزيون الليبي أن ربع مليون ليبي يقاتلون من أجل حرية ليبيا، مؤكدا أن الشعب الليبي أقوى من الصواريخ والمدافع. وخاطب القذافي قادة دول التحالف الذين وصفهم ب”الهتلريين والطغاة والفاشيين” بالقول “أنتم عندكم عدة خيارات لكن نحن عندنا خيار واحد وهو بلادنا ونحن فيها”، مطالبا إياهم ب”الرجوع إلى دولهم وإعلان التوبة وترك ليبيا لأهلها”. وتوقع “حسم المعركة” لصالح شعب بلاده وتمكنه من “إخضاع دول التحالف لإرادته”. وأعلن القذافي الذي لم يظهر علنا منذ فترة طويلة أن الليبيين “سيزحفون في زحوفات مليونية باتجاه الشرق والغرب لتحرير بلادهم”، ممن أطلق عليهم “العصابات المسلحة”. وقال “سوف يزحف ربع مليون أو نصف مليون ليبي بدون قتال لمداهمة العصابات المسلحة وتحريرها من السلاح أمام العالم”. ولفت إلى أن طائرات التحالف “لن تستطيع وقف هذه الزحوفات المليونية” التي لم يحدد موعدا لانطلاقها، غير أنه اعتبر أن هذه “ الزحوفات واجب تاريخي سيقوم به الليبيون من دون تخاذل أو خيانة”. وقال “نحن أقوى من صواريخكم وأقوى من طائراتكم وأن صوت الشعب الليبي اقوى من صوت الانفجارات وسوف نهزم الأعداء، ونحن قررنا أن نقوم بواجبنا.. فالمعركة فرضت علينا ظلما وعدوانا ولم نكن سببا فيها”. وشدد على القول “إن هذا الشعب الذي تتوقعونه سيخضع لن يخضع لكم” متوقعا أن “تثور المدن الشرقية لتحرير ليبيا من العصابات المسلحة.. وسيكون هناك فدائي تحت كل شجرة من الجبل الأخضر”. وأشار إلى أن النساء في بلاده “يتقدمن للتدريب على السلاح بالآلاف من أجل القتال.. ولا يمكن هزيمة شعب مسلح”. وفي سياق آخر قدمت عائشة القذافي، ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي، شكوى إلى القضاء البلجيكي تتهم فيها حلف شمال الأطلسي بارتكاب “جرائم حرب” وجرائم “اغتيال” كما أفاد محاموها الذين سيسعون ايضا إلى الغاء قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد أرصدة النظام الليبي. وقال المحامي الفرنسي لوك بروسوليه إن شكوى اولى باسم عائشة القذافي قدمت إلى نيابة بروكسل والنيابة الفدرالية البلجيكية تتهم الأطلسي ب”جرائم حرب”. وقال المحامي الآخر دومينيك اتجيان أن شكوى ثانية قدمت إلى نيابة باريس تتهم الحلف بجرائم “اغتيال”. وتتعلق الشكويان اللتان قدمتا في وقت متزامن مع غارة شنها الحلف الأطلسي في 30 أفريل الماضي وقتل خلالها، وفقا لطرابلس، أصغر ابناء القذافي، سيف العرب (29 عاما) وثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي هم سيف (عامان) وقرطاج (عامان) ومستورة (أربعة أشهر) إضافة إلى أصدقاء وجيران.