رفضت الولاياتالمتحدة والمعارضة الليبية اقتراح سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي إجراء انتخابات في البلاد، مثلما رفضا من قبل دعوة العقيد الليبي معمر القذافي لوقف إطلاق النار، ما ينبئ بإصرار من الحلفاء على مواصلة الحرب في ليبيا حيث كثف الناتو أمس قصفه لطرابلس. رفضت واشنطن مقترح سيف الإسلام بإجراء انتخابات في ليبيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين “أعتقد أن الوقت متأخر بعض الشيء بالنسبة لذلك”. وكررت وجهة نظر الولاياتالمتحدة بأن “الوقت قد حان لرحيل القذافي”. وفي بنغازي رفضت قيادة المعارضة عرض سيف الإسلام باعتباره مضيعة للوقت، وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة “فليقل سيف الإسلام هو ووالده ما يريدان قوله، فنحن لا نأبه لما يقوله سيف الإسلام”. وأضاف حسب مصادر إعلامية “لقد صمت سيف الإسلام دهرا ونطق كفرا”، وتابع “أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر لأن الثوار على مشارف طرابلس “ونفى غوقة من جهة ثانية وجود أي اتصالات بين المجلس الوطني والحكومة الليبية، وقال “لا وجود إطلاق لأي اتصالات مع طرابلس”. وأكد جاهزية المجلس لمرحلة ما بعد القذافي، حيث وضع المجلس ميثاقا تأسيسيا لهذه المرحلة. ومن جهته قال المتحدث باسم المعارضة جلال الجلال إن سيف الإسلام ليس في وضع يسمح له بعرض إجراء انتخابات، وإن ليبيا ستنظم انتخابات حرة وديمقراطية لكن أسرة القذافي لن يكون لها دور فيها. ووصف المتحدث باسم المعارضة أفراد أسرة القذافي بأنهم “مجرمون”، وقال إنه يجب عليهم سحب القوات من المدن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الناس. وأضاف أنهم “سيواجهون المحاكمة على جرائمهم وسيمكن بعد ذلك فقط الحديث عن إجراء انتخابات”. وكان سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أكد في مقابلة نشرتها صحيفة كورييرا ديلا سيرا اليومية، استعداد فريق القذافي لاجراء انتخابات “في غضون ثلاثة أشهر” في ليبيا تحت إشراف مراقبين دوليين. وقال نجل الزعيم الليبي الذي كان يعتبر خليفة محتملا لوالده البالغ الثامنة والستين من عمره “يمكن إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر أو في موعد أقصاه نهاية السنة والضمانة لشفافيتها يمكن أن تكون بحضور مراقبين دوليين”. وأضاف سيف الاسلام “لا نضع شروطا على احد من المراقبين. نوافق على الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والامم المتحدة وحتى الحلف الاطلسي، فالمهم هو أن تكون الانتخابات نظيفة والا تكون هناك شبهات بحصول فوضى”. وأجرى صحفي كورييرا ديلا سيرا المقابلة مع سيف الاسلام الثلاثاء الماضي في فندق راديسون بلو في طرابلس الذي توجه إليه أصلا لمقابلة وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي، لكنه وجد سيف الاسلام بانتظاره. وأوضح سيف الإسلام أنه من “الضروري وضع آلية” لضمان سلامة قادة المعارضة في هذه الانتخابات. ويأتي الرفض الامريكي ورفض المعارضة لمقترح سيف الاسلام بعد رفض سابق لدعوات أطلقها القذافي لوقف إطلاق النار. ميدانيا وقعت عدة انفجارات قوية امس الجمعة وسط العاصمة الليبية طرابلس أعقبها تصاعد سحب الدخان في سماء المنطقة حسبما أفادت مصادر إعلامية. وذكرت المصادر أنه سمع دوي انفجارين قبل ظهر امس تلاهما انفجار ثالث قوي بعد بضع دقائق بمنطقة “الفرناج” شرق طرابلس مشيرة الى عدة انفجارات أخرى سمعت قبل ذلك ولم يحدد موقعها. وتحلق طائرات حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي بشكل متواصل منذ مساء الخميس فوق العاصمة الليبية التي تتعرض لغارات شبه يومية تشنها قوات حلف (الناتو).