أكد جون بيير شوفنمان، رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية، أن "اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر خلال المرحلة الاستعمارية هي مسألة ضمير ويجب تركها للمؤرخين" وقال إنه "متفائل بمستقبل العلاقات بين البلدين التي عرفت ارتقاء نوعيا الأشهر القليلة الماضية". وأضاف شوفنمان أن "الذكرى ال49 للاستقلال، يجب أن تحتفل بها الجزائروفرنسا معا بنظرة موحدة للمستقبل وأن تعلم فرنسا أن استقلال الجزائر كان انتصارا لها" لم يفوت رئيس جمعية الصداقة الجزائرية-الفرنسية فرصة تواجده بالجزائر في زيارة تدوم خمسة أيام للحديث عن البرنامج الذي سطره لهذا الموعد، حيث قال أمس خلال ندوة صحفية نشطها بإحدى إقامات سفارة فرنسا في الجزائر بالمرادية أنه التقى العديد من الوزراء والشخصيات السياسية والثقافية للاستماع إلى أرائهم حول مدى إمكانية ترقية الصداقة الجزائرية الفرنسية". وقال شوفنمان إنه التقى العديد من الشخصيات السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة وخص بالذكر كلا من عبد العزيز بلخادم، مولود حمروش وسعيد سعدي، وتابع قائلا "سألتقي كذلك بكل من الوزير الأول أويحيى ورضا مالك وقياديي الأفافاس ومسؤولي الجرائد بالإضافة إلى عدد من الوزراء ومسؤولي هيئات وطنية". ودافع المترشح السابق للرئاسيات الفرنسية عن وزير خارجية فرنسا ألان جوبي، الذي رفض الحديث عن اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر وأوضح قائلا "لا أظن أن الوزير الفرنسي له سوء نية". وتابع شوفنمان "لقد قدمت الجزائر باستقلالها خدمة لفرنسا وذلك هو الانتصار الكبير"، كونه، كما قال "كنت من بين المدافعين أثناء تواجدي في الجيش الفرنسي بالجزائر عن فكرة استقلال الجزائر، لأنه لا مبرر لتواجد فرنسا فوق التراب الجزائري". وبالنسبة للمتحدث فإن "مسألة الاعتراف يجب أن تدخل ضمن الذاكرة والضمير ويجب ترك الموضوع للمؤرخين، كون الجمهوريات التي تعاقبت في فرنسا لا تعلم هي بحد ذاتها سبب تواجدها تلك الفترة في الجزائر، وما هو الهدف الذي كانت تسطر له باحتلالها الجزائر". وأوضح شوفنمان أن "العلاقات بين الجزائروفرنسا استعادت جوا من الدفء، وبالتالي يجب الاستثمار في هذا التحسن للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى تطلعات المواطنين كون فرنسا هي بوابة أوروبا ولها وزنها في هذه القارة، مثل الجزائر التي نعتبرها بوابة إفريقيا مع الأخذ بعين الاعتبار أن التواجد الكبير للجالية الجزائرية في فرنسا أكبر دليل على عمق العلاقات بين البلدين".