سمح لقاء الأعمال حول الجزائر الذي نظم، أول أمس، بلندن بمبادرة من مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني بالتعريف أكثر بإمكانيات السوق الجزائرية للمستثمرين البريطانيين في كافة القطاعات. وتميّز اللقاء الذي عقد لأول مرة بمجلس اللوردات - ما يؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه البريطانيون للجزائر - بالعدد الهام للمندوبين الذي يعكس الاهتمام الذي يوليه للسوق الجزائرية من خلال مشاركة نحو 100 مندوب ورجل أعمال بريطاني في هذا الاجتماع. كما سجل اللقاء مشاركة عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكافة قطاعات النشاط المهتمة بالسوق الجزائرية الواعدة؛ بينما كانت اللقاءات الثنائية في الماضي تتميز بحضور شركات هامة تنشط في مجال الطاقة فقط، كقطاع السياحة الذي سجل تمثيلا هاما في هذه الأشغال على غرار الهندسة وقطاع الري والفلاحة والتربية. وانعكس اهتمام المؤسسات البريطانية بالسوق الوطنية من خلال عدد الأسئلة المطروحة خلال النقاشات حول التشريع الجزائري في مجال الاستثمارات الأجنبية والمزايا الجبائية وتواجد وتكلفة اليد العاملة والاتصالات والنقل والتكوين. وأشار سفير الجزائر ببريطانيا، عمار عبة، الذي كان الضيف الشرفي لهذا اللقاء بهذا الصدد إلى التطور الملحوظ للعلاقات الاقتصادية الثنائية خلال السنوات الأخيرة، داعيا الشركات البريطانية إلى المشاركة في مشاريع مختلف القطاعات المندرجة في إطار هذا المخطط. بعثتان بريطانيتان إلى الجزائر قبل نهاية 2011 وأوضح من جانبه مدير مجلس الأعمال الجزائري - البريطاني، ميكائيل توماس، أنه سيقود قبل نهاية السنة الجارية بعثتين اقتصاديتين هامتين إلى الجزائر إحداهما ستكون إلى حاسي مسعود. وأكد توماس في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش اللقاء أن السياسة الحالية لبريطانيا تتمثل في تشجيع الشراكة والاستثمارات مع البلدان الناشئة من بينها الجزائر التي تبقى أهم سوق بشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن عدد الوفود البريطانية التي تتوجه إلى الجزائر في تزايد وأن حجمها يتطور بقدر اكتشاف السوق الجزائرية وتطور ثقة رجال الأعمال في هذه السوق وهذا الفضاء البالغ الأهمية، خاصة في مجال الطاقات المتجدّدة. وأوضح أن الاجتماع حول الجزائر تميز بجمع شركات ذات شهرة عالمية حتى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تود تطوير أعمالها بسوق واعدة، مرجعا الفضل في نجاح اللقاء إلى الاهتمام المتزايد لعدد كبير من الشركات البريطانية بالسوق الجزائرية. كما أشار إلى تواجد شركات مكلفة بإعداد المنشآت القاعدية تهتم أكثر فأكثر باللقاءات حول الجزائر. وهذا الاهتمام راجع إلى مشاريع المنشآت القاعدية الضخمة التي تعتزم الجزائر تحقيقها خلال السنوات المقبلة.