سمح لقاء الأعمال حول الجزائر المنظم أمس بلندن بمبادرة من مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني بالتعريف أكثر بإمكانيات السوق الجزائرية للمستثمرين البريطانيين في كافة القطاعات. وهو اللقاء الذي عبّر خلاله رجال الأعمال البريطانيون عن استعدادهم للاستثمار في الجزائر التي تعدّ من أهمّ الأسواق في إفريقيا. أشار سفير الجزائر ببريطانيا السيد عمار عبة الذي كان الضيف الشرفي لهذا اللقاء خلال تدخله إلى التطور الملحوظ للعلاقات الاقتصادية الثنائية خلال السنوات الأخيرة. ولدى عرضه المخطط الخماسي المزود بغلاف مالي يقدر ب286 مليار دولار، دعا السفير الشركات البريطانية إلى المشاركة في مشاريع مختلف القطاعات المندرجة في إطار هذا المخطط. وأبرز ممثل ''جاكوبس انجينرينغ'' من جهته نية هذه الشركة في الاستقرار بالجزائر نظرا للحاجة إلى دراسات خبرة في البلد الذي تكثر فيه المشاريع. وصرح جون بينينجر وهو مقاول في مجال السياحة يمثل شركة ''بريم وورلد'' يقول ''نسعى وراء الشراكة بغية ترقية السياحة في الجنوبالجزائري''، مضيفا أن الجزائر توفر مزايا معتبرة في هذا المجال ويمكن أن تصبح الوجهة المفضلة للسوياح البريطانيين. وللتعريف أكثر بالجزائر أكد مدير مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني السيد مايكل توماس أن المجلس يعتزم أن يقود قبل نهاية السنة بعثتين اقتصاديتين هامتين إلى الجزائر إحداهما إلى حاسي مسعود. وأشار مدير ''ميدل ايست اسوسيايشن'' السيد شارل هوليس إلى مشروع قيادة وفد ثاني من المتعاملين الاقتصاديين في سبتمبر المقبل إلى الجزائر بعد وفد جانفي الفارط الذي ضم 35 رجل أعمال من مختلف القطاعات. وأكد السيد هوليس أن السوق الجزائرية مفتوحة وتتحرك مما يفسر الحركية الجديدة للشركات البريطانية باتجاه الجزائر. وأضاف يقول أن السياسة الحالية لبريطانيا تتمثل في تشجيع الشراكة والاستثمارات مع البلدان الناشئة من بينها الجزائر التي تبقى أهم سوق بشمال إفريقيا. ويرى السيد توماس أن عدد الوفود البريطانية التي تتوجه إلى الجزائر في تزايد وأن حجمها يتطور بقدر اكتشاف السوق الجزائرية وتطور ثقة رجال الأعمال في هذه السوق وهذا الفضاء البالغ الأهمية. وقال السيد توماس ''إنها المرة الأولى التي نقود فيها مفوضين إلى جنوب البلد بطلب منهم بالنظر إلى الفرص التي ينبغي استكشافها في مجال الطاقة''، مشيرا في هذا السياق إلى فرص الشراكة في مجال الطاقات المتجددة. وأوضح أن الاجتماع حول الجزائر تميز بجمع شركات ذات شهرة عالمية حتى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تود تطوير أعمالها بسوق واعدة. حيث قال ''لهذا السبب سجل مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني عددا هاما من الشركات الجديدة التي تهتم بالجزائر''. كما أشار إلى تواجد شركات مكلفة بإعداد المنشآت القاعدية تهتم أكثر فأكثر باللقاءات حول الجزائر و''هذا الاهتمام راجع إلى مشاريع المنشآت القاعدية الضخمة التي تعتزم الجزائر تحقيقها خلال السنوات المقبلة. وذكر السيد توماس بحضور الشركات البريطانية منذ زمن بعيد في قطاع الطاقة خاصة، معتبرا أنه حان الوقت اليوم للخوض في قطاعات أخرى توفرها السوق الجزائرية للمستثمرين. وبلغت التبادلات التجارية بين البلدين سنة 2010 أكثر من ملياري دولار منها 260ر1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية و771 مليون دولار من الواردات، حسب أرقام مصالح الجمارك الجزائرية. وفي سنة 2010 أصبحت بريطانيا العظمى الزبون ال13 للجزائر وممونها ال.13 وتميّز اللقاء الذي عقد لأول مرة بمجلس اللوردات مما يؤكد على الاهتمام البالغ الذي يوليه البريطانيون للجزائر بالعدد الهام للمندوبين الذي يعكس الاهتمام الذي يولى للسوق الجزائرية من خلال مشاركة نحو مائة مندوب ورجل أعمال بريطاني في هذا الاجتماع. كما سجل اللقاء مشاركة عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكافة قطاعات النشاط المهتمة بالسوق الجزائرية الواعدة، بينما كانت اللقاءات الثنائية في الماضي تتميز بحضور شركات هامة تنشط في مجال الطاقة فقط. ونذكر على سبيل المثال قطاع السياحة الذي سجل تمثيلا هاما في هذه الأشغال على غرار الهندسة وقطاع الري والفلاحة وكذا التربية. وانعكس اهتمام المؤسسات البريطانية بالسوق الوطنية من خلال عدد الأسئلة المطروحة خلال النقاشات حول التشريع الجزائري في مجال الاستثمارات الأجنبية والمزايا الجبائية وأيضا تواجد وتكلفة اليد العاملة والاتصالات وحتى النقل والتكوين.