فتح، أمس، والي ولاية وهران، عبد المالك بوضياف، خلال الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، النار على الأميار، محملا إياهم مسؤولية تأخر تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، والتكفل بانشغالات المواطنين، والتي يتقاسمها معهم أيضا أعضاء البرلمان بغرفتيه على أن الإدارة تبقى خارج ذلك، بعدما قامت الولاية بدعم البلديات من مجموع 26 بلدية ما عدا بلدية بطيوة البتروكيماوية والتي تعيش في بحبوحة مالية حسبه بأغلفة مالية ضخمة لإنجاز 215 عملية إنمائية بعدما تم ضخ أزيد من 202 مليار سنتيم في ميزانيات البلديات وهذا منذ نوفمبر 2010 إلى جوان 2011 من أجل تغيير وجه وهران نحو الأحسن، وهو الرهان الذي بات يرفعه المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية بعد تنصيبه على رأسها مباشرة حيث اقتصرت معظم العمليات والمشاريع على تحقيق برنامج تنموي شامل يمس كل البلديات لتعبيد الطرقات وإنجاز شبكات الصرف الصحي، وكذا شبكات المياه الصالحة للشرب مع تزويد التجمعات السكانية بالغاز وتهيئة المساحات الخضراء وتزويد المؤسسات التعليمية بالمطاعم والتدفئة، وكذا إنجاز فضاءات ثقافية وغيرها من المشاريع التي من شأنها أن تتجاوز الكثير من النقائص التي تم تسجيلها بالبلديات منذ سنوات، لكن بعض رؤساء البلديات لا زالوا يتماطلون في تحقيق وإنجاز الكثير منها بالرغم من الأموال الكبيرة التي استفادوا منها والتي لا زالت جامدة ولم تستهلك كما هو حال بلدية عين البية على عكس بلدية وهران التي استهلكت لحد اليوم 28 بالمائة من الأموال التي ضخت في ميزانيتها، حيث تبقى في ذلك بلدية عين الترك بحصة 17 مشروعا تم تزويدها بها تليها بلدية العنصر وعين الكرمة ب16 مشروع لكلا منهما وبلدية وهران تتقاسم نفس العمليات مع بلدية ڤديل ب13 مشروعا وغيرها من المشاريع التي وجهت للبلديات. كما هدد والي ولاية وهران الأميار خلال الدورة بسحب كل الاعتمادات المالية التي تدعمت بهم بلدياتهم في حالة عدم إنجاز المشاريع الموكلة إليهم، ليضيف قائلا “اللي ما حب يمشي معايا أنا نمشيها مع الإدارة”، منتقدا في ذلك تصريحات بعض الأميار القائلين “أنا ولا ماكانش”. وأضاف عبد المالك بوضياف أنه “ليس لدي مصالح في الولاية إلا تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية والنهوض بالبلديات متحملا في ذلك كل المسؤوليات في التكفل بانشغالات المواطنين، خاصة أن الأموال موجودة والداخلية تمول الكثير من العمليات بالولاية، لكن العائق الوحيد هو تماطل بعض الأميار في تفعيل تلك العمليات للخروج بالبلديات إلى السكة الصحيحة بعيدا عن المنعرجات الخطيرة، في الوقت الذي تدعمت فيه الولاية بميزانية إضافية إجمالية بأكثر من 16 مليارا و407 مليون سنتيم بزيادة صافية قدرها بأكثر من 250 مليون دج بالمقارنة مع الميزانية الإضافية ل2010. “لا أملك خاتم سليمان لإنجاز السكنات” وكشف بوضياف عن إلغاء استفادة 30 مستثمرا من الأوعية العقارية لإنجاز المشاريع التنموية منذ سنوات، بعدما وضعوا أيديهم على الأراضي دون استغلالها. وبالموازاة تم تسجيل منذ سنوات عجز في الوعاء العقاري لإنجاز المشاريع، حيث من شأن تلك المساحات أن تستثمر في إنجاز العديد من العمليات، خاصة أن الولاية تدعمت ب8000 حصة سكنية بعدما تم تسجيل بها إنجاز 13 ألف وحدة من مجموع 22 ألف وحدة سيتم إنجازها في انتظار اختيار الأرضيات، في الوقت الذي تعهد فيه بالقضاء على البنايات الهشة والفوضوية مع 2012 حيث سيتم التخلص نهائيا من أزمة السكن بوهران بعدما تم الانتهاء من إنجاز 1333 وحدة سكنية سيتم توزيعها قريبا لأن هناك كما قال العديد من الاختيارات مطروحة على المتضررين من السكن، منهم القاطنون في البنايات القديمة، ليضيف أنه “لا يوجد عندي خاتم سليمان أقول له كن فيكون وكل ما نحتاجه في هذا المرحلة أن تكون هناك ثقة كبيرة في مسؤولي الولاية وهذا من أجل تحقيق التنمية حيث تمت إضافة غلاف مالي يقدر ب1 مليار دج لترميم السكنات القديمة بحي سيدي الهواري بدلا من تهديمها، كما جاء في قرار إحدى الدراسات السابقة التي أبرزت بهدم 90 بالمائة من السكنات وذلك ما لم نتقبله، خاصة أن تلك السكنات تعد موروثا ثقافيا وحضريا لا بد من المحافظة عليه لطبيعة العمران، مضيفا أن مسجد سيدي الهواري بذات الحي سيتم إعادة فتحه بعد الانتهاء من عملية الترميم التي مسته مع أول يوم من شهر رمضان لأداء صلاة الإفطار فيه.