أفادت مصادر مطلعة ل”الفجر”، أن مبادرة نائب حمس، أحمد لطيفي، والمتمثلة في تنظيم زيارة نحو الأراضي الليبية، قد أثارت موجة من الانشقاقات داخل حركة مجتمع السلم، بسبب تحفظات وجهتها السلطات العمومية إلى أبو جرة سلطاني، التي اعتبرت المبادرة اتصالا شبه رسمي بالمجلس الانتقالي الليبي، الذي شوه صورة الجزائر في العديد من المرات وطعن في مواقف الخارجية الجزائرية أبو بكر سعيد: "لم نسمع عن المبادرة إلا عبر الصحف والكتلة غير معنية بها " قال رئيس الكتلة البرلمانية لحمس، أبو بكر سعيد، في تصريح للصحافة، إن “المبادرة لا تعني كتلة حمس ولا تتحمل تبعاتها، لأن مواقف الحركة هي امتداد لموقف الدبلوماسية الرسمية”. وبحسب نفس المصادر، فإن المساعي التي يقوم بها نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن حركة مجتمع السلم، لتنظيم قافلة إنسانية نحو الأراضي الليبية التي تشهد نزاعا بين قوات معمر القذافي ومعارضيه من المجلس الانتقالي الليبي، قد أحدثت هزة عنيفة داخل بيت حركة مجتمع السلم، بسبب تحفظات شبه رسمية عن ذات المبادرة أبلغتها السلطات العمومية يرجح أن تكون مصالح وزارة الشؤون الخارجية، لرئيس الحركة أبو جرة سلطاني. وجاءت هذه التحفظات، حسب مصادر “الفجر”، على اعتبار أن المبادرة التي رفض الانضمام اليها نواب حمس الى جانب العديد من نواب التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وكذا نواب الأفانا، اتصالا شبه رسمي بالمجلس الانتقالي الليبي المتحالف مع قوات الناتو، وهو المجلس الذي شوه صورة الجزائر في العديد من المرات بدعايات مغرضة تقف وراءها فرنسا تارة والمملكة المغربية تارة أخرى، ونفتها الجزائر وعدة أطراف غربية، منها اتهامات بإيفاد مرتزقة للاقتتال في صفوف معمر القذافي ودعم هذا الأخير بأسلحة ثقيلة. وفي القضية، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم في تصريح للصحافة الوطنية بمقر البرلمان، إن “الكتلة البرلمانية لحمس لم تسمع عن المبادرة إلا ما كتبته بعض عناوين الصحافة الوطنية”، مضيفا أن الكتلة غير معنية بمبادرة النائب لطيفي، وغير ملزمة بتبعاتها، وحجته في ذلك أن مواقف حركة مجتمع السلم هي امتداد طبيعي للمواقف الرسمية التي ترفض دعم أي طرف في النزاع الليبي على حساب الاخر، يضيف أبو بكر سعيد. من جهة أخرى، قال النائب أحمد لطيفي، في تصريح صحفي بالبرلمان، إن مبادرة قافلة نحو الأراضي الليبية هي اجتهاد شخصي، وتحمل في نواياها أهدافا إنسانية لا غير، متوقعا أن تتثير صدى إيجابيا. وكان نائب حمس، أحمد لطيفي، الذي شارك في قافلة نحو غزة الصائفة الأخيرة، رفقة العديد من قيادات حمس، قد كشف عن مبادرة قافلة بن غازي الأسبوع الأخير، وهي القافلة التي قال بشأنها إنها تحمل مساعدات إنسانية وتتقصى في حقيقة اتهامات المرتزقة التي وجهت للجزائر.