تظاهر، ليلة أول أمس، سكان حي 108 مسكن بالمسيلة، حيث أقدموا على غلق الطريق المقابل للحي بالحجارة والمتاريس، وأضرموا النار في العجلات المطاطية لليوم الثاني على التوالي، بعدما احتجوا في الليلة السابقة على انعدام النظافة بالحي، وغياب الأعوان المكلفين بذلك، ما تسبب في انتشار أكوام من النفايات والأوساخ في أرجاء الحي، وخلق جو من التذمر والاستياء وسط السكان، الذين عاودوا الاحتجاج، لكن هذه المرة على خلفية احتراق سلك كهربائي تسبب في تعطل موزع كهربائي في إحدى العمارات. المحتجون، في حديث مع “الفجر”، أكدوا أنهم اتصلوا بمصالح “سونلغاز” وأشعروها بحدوث شرارة كهربائية، إلا أن تدخل الأعوان كان متأخرا، حيث شب حريق في الموزع وتسبب في احتراق كل الأسلاك الكهربائية التي تم إطفاؤها من قبل أعوان الحماية المدنية. ويضيف المحتجون أنه عندما حضرت فرقة التدخل التابعة لشركة “سونلغاز” وباشرت عملها، حدثت مناوشات بين شباب الحي وأعوان الأمن الوطني، حيث اعتدى شرطي على أحد الشباب، وهي القطرة التي أفاضت الكأس، حسبهم، ودخلوا في مواجهات عن طريق التراشق المتبادل بالحجارة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة شبان من سكان الحي بجروح، لتتطور الأحداث ويغتنم الشباب الغاضب فرصة تواجد سيارة رباعية الدفع، تابعة لمؤسسة سونلغاز التي أحرقت عن آخرها. فيما تواصلت احتجاجات السكان إلى يوم أمس، بغلق الطريق والمطالبة برفع ما أسموه بالتهميش والإقصاء الذي طال حيهم الذي يفتقر إلى النظافة والتهيئة الحضرية. من جهته، أوضح مصدر مسؤول بمؤسسة سونلغاز أن سكان الحي أبلغوا فرق التدخل عن الحادثة في حدود منتصف الليل، وقد تدخلت ذات العناصر في الوقت المناسب، غير أن المحتجين احتجزوا السيارة وطاقمها، ورفضوا السماح لهم بالتدخل لإصلاح السلك الكهربائي، الذي كان سببا في حدوث الشرارة الكهربائية على مستوى إحدى عمارات الحي وقتها. ويضيف ذات المتحدث أن مواجهة حدثت بين أفراد الشرطة وشباب الحي، ما أسفر عن حرق سيارة المصلحة عن آخرها. وفي سياق متصل، فند مسؤول أمني حدوث مواجهات بين المحتجين وعناصر الشرطة، حيث أوضح بأن عناصره منعوا من دخول الحي نهائيا، بعدما لجأ الغاضبون إلى رشق ذات المصالح بالحجارة. وأضاف أن ادعاءاتهم ليس لها أساس من الصحة، مشيرا إلى أن مصالحه سعت منذ البداية إلى الحديث مع ممثل عن السكان، لتبليغ انشغالاتهم إلى المسؤولين، إلا أن المنحرفين ومتعاطي المخدرات رفضوا ذلك وفضلوا رشق عناصر الشرطة بالحجارة. من جهة أخرى، عقد اجتماع مع رئيس ديوان والي الولاية، وممثل عن سونلغاز والبلدية وممثلين عن السكان، وتوصلوا إلى اتفاق أعادوا من خلاله الهدوء إلى الحي المذكور، كما باشرت مؤسسة سونلغاز تصليح العطب المذكور.