أكد وزير النفط الأنغولي، جوزي بوتيلو فاسكونسيلوس، بوهران أن بلاده تريد أن تجعل من قطاع الطاقة، لا سيما الغاز المميع والبترو-كيمياء أساس تنمية علاقات التعاون الاقتصادي مع الجزائر وأكد فاسكونيلوس في تصريح صحفي على هامش الزيارة التي قادته إلى المنشآت الرئيسية للمنطقة الصناعية بأرزيو بوهران أن الجزائر وأنغولا يملكان شركة مختلطة مكونة من الشركتين الوطنيتين "سوناطراك" و"سونانغول"، حيث تم إنشاء هذه الشركة بهدف إنجاز محطتين للغاز الطبيعي المميع التي تجري أشغالهما حاليا. وصرح الوزير الأنغولي -حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية- أن بلاده تسعى إلى إدراج هذه الشراكة في إطار المواصلة في حال ما إذا أعربت سوناطراك عن رغبتها في مواصلة التعاون معنا في هذا المجال، وذكر في نفس السياق، أن أنغولا هي حاليا في المرحلة النهائية من مشروعها الأول لمجمّع الغاز الطبيعي المميع. كما أبدى الوزير الأنغولي اهتمامه بمختلف النشاطات الصناعية لسوناطراك بأرزيو، مؤكدا بأن هذه التجربة مفيدة بالنسبة لأنغولا التي تسعى هي الأخرى إلى تنويع نشاطاتها المتعلقة بقطاع الطاقة الذي يقتصر حاليا على النفط والفولاذ. وقال في سياق متصل "اطلعنا هنا بأرزيو على الطريقة التي تمكّنت بها سوناطراك من تطوير نشاطاتها في تحويل الغاز والبترو-كيمياء من خلال مصنع الأمونياك والأوريا، معربا عن أمله في تقارب أكثر بين أنغولا والجزائر في هذه المجالات وتبادل الخبرات حيث يتعيّن على أنغولا - كما قال - الاستفادة قدر الإمكان من هؤلاء الإطارات والتقنيين المكونيين بالجزائر في هذا المجال. وأضاف أن الخبرة المعتبرة التي تتمتع بها الجزائر في مجال التعاون الطاقوي الدولي تشكّل جانبا لا يقل أهمية ومثل يقتدى به، معربا عن إرادته في إقامة استثمارات مشتركة مع مجمع سوناطراك في الجزائر وفي أنغولا وبلدان أخرى. من جهته، أكد وزير الطاقة والمناجم يوسفي الدور الهام الذي تلعبه أنغولا في المجال الطاقوي بالقارة الإفريقية وبمنظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك"، وقال في هذا الشأن أن البلدين الجزائر وأنغولا عضوان بمنظمة الأوبك ولهما نفس المواقف، معربا عن استعداد الجزائر في العمل على تعزيز علاقات التعاون الثنائية في المجال الطاقوي وكذا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ويذكر أن أنغولا التي تضخ حوالي ملوني برميل يوميا هي ثاني أكبر منتج للخام في إفريقيا بعد نيجيريا. وخلال زيارة المنطقة الصناعية لأرزيو التي تم تنظيمها في إطار الدورة ال4 للجنة المختلطة للتعاون الجزائري الأنغولي التي عقدت يوم الخميس الماضي بالجزائر، توجه الوزيران اللذين يترأسان هذه اللجنة إلى وحدة فصل الغاز التي تقدر قدرتها الإنتاجية السنوية ب 250 مليون طن موزعة بين الغاز الطبيعي المميع وغاز البروبان المميع وغاز البوتان والبروبان. راضية.ت يوسفي: سنشرع في إنجاز أنبوب الغاز العابر للصحراء قريبا ومن جهة أخرى، أكد يوسفي أنه سيتم الشروع في أشغال إنجاز مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط لاغوس النيجيرية بالجزائر فور الانتهاء من الدراسات اللازمة على طول مسار هذا المشروع الضخم، موضحا أن أنبوب الغاز العابر للصحراء مشروع هام بالنسبة للجزائر ونيجيريا والنيجر غير أن إنجازه يتطلّب دراسات معمقة. وأضاف الوزير أن مجمع "سوناطراك" يعمل حاليا بالتنسيق مع نظيريه النيجيري "أن أن بي سي" لمتابعة هذا المشروع الإقليمي الذي تعد الجزائر متمسكة به جدا، مؤكدا أنه سيتم الشروع في أشغال الإنجاز فور الانتهاء من الدراسات اللازمة. ويبلغ طول أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي من المقرر أن يوصل الغاز إلى الأسواق الأوروبية انطلاقا من جنوب نيجيريا عبر النيجر والجزائر والمتوسط 4.300 كلم، كما أنه سيزود السوق الأوروبية بحوالي 20 إلى 30 مليار متر مكعب سنويا في آفاق 2015.