أكد وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي، أول أمس، بوهران، أن الشروع في أشغال إنجاز مشروع أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بلاغوس في نيجيريا سيتم فور الانتهاء من الدراسات اللازمة على طول مسار هذا المشروع الضخم. وأوضح السيد يوسفي خلال لقاء صحفي على هامش زيارته إلى أهم محطات المنطقة الصناعية لأرزيو أن إنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء يتطلب دراسات معمقة، مشيرا إلى أن مجمع سوناطراك يعمل حاليا بالتنسيق مع نظيريه النايجيري (أن أن بي سي) لمتابعة هذا المشروع الإقليمي الذي تعد الجزائر متمسكة به، وسيشرع في أشغاله فور الانتهاء من الدراسات اللازمة. ويبلغ طول أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي من المقرر أن يوصل الغاز إلى الأسواق الأوروبية انطلاقا من جنوب نيجيريا عبر النيجر والجزائر والمتوسط 4300 كلم، وسيزود السوق الأوروبية بحوالي 20 إلى 30 مليار متر مكعب سنويا في آفاق .2015 وبخصوص مشروع المدينةالجديدة لحاسي مسعود أكد السيد يوسفي بأن هذا الأخير سيتم تحقيقه فعلا، معربا عن إرادة السلطات العمومية في تزويد المدينةالجديدة كاملة بالكهرباء المنتجة انطلاقا من مصادر طاقة متجددة، مع الإشارة إلى أن مشروع المدينةالجديدة لحاسي مسعود الموجه لاستقبال حوالي 80000 نسمة، يوجد حاليا قيد دراسة العروض التجارية والتقنية المتعلقة بجانب التهيئة والعمران، حيث يتنافس 11 مكتتبا وطنيا وأجنبيا للظفر بهذه السوق. وكان السيد يوسفي مرفوقا في زيارته إلى أرزيو بوزير النفط الانغولي السيد جوزي بوتيلو دي فاسكونسيلوس، الذي حل بالجزائر في إطار الدورة ال4 للجنة المختلطة للتعاون الجزائري الأنغولي التي توجت بالتوقيع على أربعة اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة والثقافة والاتصال. وقد أكد وزير النفط الأنغولي بالمناسبة بأن بلاده تريد أن تجعل من قطاع الطاقة، ولاسيما الغاز المميع والبيتروكيمياء أساس تنمية علاقات التعاون الاقتصادي مع الجزائر، مشيرا إلى أن البلدين يملكان شركة مختلطة مكونة من الشركتين الوطنيتين (سوناطراك وسونانغول) تم إنشاؤها بهدف إنجاز محطتين للغاز الطبيعي المميع التي تجري أشغالهما حاليا. كما أبدى الوزير الأنغولي اهتمامه بمختلف النشاطات الصناعية لسوناطراك بأرزيو، مؤكدا بأن هذه التجربة مفيدة بالنسبة لأنغولا التي تسعى هي الأخرى إلى تنويع نشاطاتها المتعلقة بقطاع الطاقة، والتي تقتصر حاليا على النفط والفولاذ. كما اعتبر أن الخبرة المعتبرة التي تتمتع بها الجزائر في مجال التعاون الطاقوي الدولي تشكل مثلا يقتدى به، معربا عن إرادته في إقامة استثمارات مشتركة مع مجمع سوناطراك في الجزائر وفي أنغولا وفي بلدان أخرى. في حين ذكر السيد يوسفي في سياق متصل بالدور الهام الذي تلعبه أنغولا في المجال الطاقوي بالقارة الإفريقية وبمنظمة الدول المصدرة للنفط، مشيرا إلى أن البلدين عضوان بمنظمة الاوبيك ولهما نفس المواقف، ومعربا بالمناسبة عن استعداد الجزائر في العمل على تعزيز علاقات التعاون الثنائية في المجال الطاقوي وكذا الجوانب الاجتماعية الاقتصادية الأخرى. ويذكر أن أنغولا التي تضخ حوالي ملوني برميل يوميا هي ثاني أكبر منتج للخام في إفريقيا بعد نيجيريا.