احتج أمس العشرات من المصابين بداء السيدا أمام مقر إدارة المستشفى الجامعي لوهران، مطالبين بتوفير الدواء، والذي من شأنه أن يخفف عنهم آلام المرض الذي أصبح يفتك بهم وينهش أجسادهم، خاصة أن الأدوية المخصصة لعلاجهم اختفت من صيدلية المستشفى منذ 6 أشهر بعد نفاد المخزون، ما أحدث ارتباكا لدى الأطباء في التكفل بهم، وجعلهم يعيشون وضعا صحيا صعبا وتم إحصاء منذ بداية السنة 26 حالة من حاملي الفيروس، كما سجلت زيادة في عدد الوفيات، خاصة أن مستشفى وهران يتكفل بمرضى كل ولايات الغرب الذين يترددون عليه لتلقي الأدوية الخاصة بهم لمدة 3 أشهر ليتم تجديد الكمية، في الوقت الذي أكدت فيه إدارة المستشفى التي تعد المركز الوحيد المختص بالغرب الجزائري على أنها قامت بمراسلة الصيدلية المركزية بالعاصمة لدعمهم بالأدوية، منذ 3 أسابيع إلا أنه لحد اليوم لا تزال الأمور على وضعها والمرضى يعانون. ومن جهته قال مدير المركز، السيد بقدوس عبد القادر، إن المستشفى قام بمراسلة الوزارة بشأن المشكل والنقص المسجل في الأدوية الخاصة بداء السيدا، ولحد الآن الأمور لا تزال معلقة، وأضاف "إننا متفائلون الأسبوع القادم بوصول كمية من الأدوية التي من شأنها أن تسد العجز المسجل منذ 6 أشهر". ومن جهتها كشفت مصادر مطلعة أن هناك ضغوطات من قبل المخابر الأجنبية، من شأنها أن تعرقل سياسة الوزارة في توفير الأدوية وإنتاجها محليا وذلك إلى غاية 2014، بعدما أوضحت ذات الوزارة رغبتها في إنتاج ما نسبته 70 بالمائة من الأدوية محليا وهي النسبة التي يتم استيرادها، الأمر الذي لم تهضمه تلك المخابر، في الوقت الذي تضيف فيه مصادر أخرى أن المستوردين لهذه الأدوية الخاصة بداء السيدا توقفوا عن استيرادها بسبب عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية من الوزارة المعنية، ما أخلط أوراق وزارة جمال ولد عباس وجعل المرضى يدفعون فاتورة ذلك ومنهم أطفال حاملون للفيروس، بعدما وصل عدد المصابين بالداء إلى أزيد من 700 مريض على مستوى الجهة الغربية والرقم مرشح للارتفاع قبل نهاية السنة خاصة أن بلدية تلاغ بولاية سيدي بلعباس لوحدها سجلت 50 حالة إصابة بالمرض.