كشفت أمس الدكتورة رزيق، نائب رئيس جمعية حق الوقاية ومسؤول بمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي لوهران، عن تسجيل 260 شخصا مصابا بالسيدا بالولاية وتتم معالجتهم بأجنحة ومصالح خاصة تفاديا لانتشار العدوى بين العاملين بالمصلحة، حيث سيتم وضعهم بجناح منعزل بالطابق الثالث بمصلحة الأمراض المعدية التي أصحبت تختنق وتضيق ذرعا بالعدد الكبير من المصابين بالسيدا نتيجة لعلاقات جنسية متعددة. من جهتها دقت الدكتورة رزيق ناقوس الخطر أمام تضاعف عدد المصابين الداء، وذلك خلال الأبواب المفتوحة التي تتزامن واليوم العالمي للسيدا، حيث أكدت أن انتشار المرض أصبح سريعا في غياب الوقاية والدورات التحسيسية لتوعية الرأي العام بخطورة المرض الذي أصبح يفتك بالعديد من الأشخاص بعدما كان خلال فترة التسعينيات لا يتعدى 10 حالات في السنة، لكن مع بداية 2000 تزايد عدد المصابين بشكل سريع وخطير مما بات ينذر بالخطر، خاصة بعدما تم إحصاء أيضا 100طفل حامل لفيروس السيدا والذي انتقل له المرض عن طريق الأم، نتيجة عدم تشخيص والكشف عن الداء قبل الحمل، مما بات يعرض حياة الطفل والجنين إلى الهلاك، الأمر الذي بات يتطلب إجراء تشخيص وفحص مبكر للكشف عن الداء. كما أوضح في ذات السياق البروفيسور بن عبد الله من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي لوهران أن هناك حالات عديدة لا تريد أن تقترب من المصالح الطبية خوفا من الفضيحة، فيما يتقرب آخرون من إطارات ووجوه معروفة في المجتمع خفية إلى مصلحة الأمراض المعدية لتلقي جرعة الدواء الخاص بمكافحة السيدا بصورة سرية دون الإفصاح عن هويتهم وهذا لعدم المساس بمشاعرهم. من جانب آخر قال رئيس الجمعية الجزائرية للإيدز السيد عادل زدام، أنه حان الوقت لكسر كل الطابوهات والتحدث عن المرض الذي أصبح حقيقة قائمة في المجتمع والمستشفيات، ولايمكن إخفاء حقيقة الأرقام الرهيبة التي أصحبت تتزايد يوميا مشيرا إلى أن تخصيص 7 مراكز للتكفل بهم يبقى ضئيلا مقارنة بعدد المصابين بالمرض الذين يطالبون رعاية خاصة لمنع انتشار العدوى أمام النقص الكبير في عدد الحركات الجمعوية التي تنشط وتتكفل بهذا الجانب الصحي والإنساني، خاصة أنه بات يتطلب وضع استراتيجية وطنية لضبط العديد من الأولويات على المستوى الوطني لمحاصرة الداء عن طريق الوقاية والقيام بدورات تكوينية لفائدة الجمعيات المختصة بالمرضى، على أن تمتد إلى غاية 2010، بعدما أثبتت الأرقام أن الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 19 إلى 49 سنة تشكل نسبة 70% من المصابين مقارنة بفئات العمر الأخرى، حيث كان في البداية عدد الرجال أكثر من النساء لكن مع السنوات الأخيرة تعادلت الميزانية وتقارب عدد المصابين بين الرجال والنساء، مضيفا أن المرض في الجزائر متواجد ولا يمكن أبدا أن نقول إنه مستورد من قبل الجالية المغتربة أوبعض المهاجرين بعد حالة التفسخ التي آل إليها المجمتع جراء التحولات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية التي طرأت على المجتمع، والتي ولدت انحلالا أخلاقيا ليس له مثيل، بعد تواجد شبكات منظمة تتاجر في الجنس في العديد من الأماكن.