تحول مشروع بناء 60 وحدة سكنية بحي الشهداء بالناصرية، 35 كلم شرق ولاية بومرداس، إلى مشروع تناساه المسؤولون، فمذ إعطاء إشارة انطلاق الأشغال سنة 1986 والمشروع لم ير النور بعد، في حين يبقى المواطنون يشكون أزمة حادة في السكن بطلب من بعض سكان الناصرية الذين يعانون أزمة السكن، عاينت "الفجر" مشروع 60 وحدة سكنية بحي الشهداء، بالجهة الغربية لمدينة الناصرية، حيث أجمع مرافقونا أن هذا المشروع الذي يعود إلى سنة 1986، تحوّل إلى ملاذ مفضل لمستهلكي المشروبات الكحولية ومتعاطي المخدرات، ما يسبب إزعاجا للسكان، خصوصا في الليل، حيث تقوم تلك الفئة تحت تأثير المخدرات أو الكحول، بترديد ألفاظ مخلة بالحياء يصل صداها إلى البيوت، الأمر الذي يدخل شباب الحي في اشتباكات مع هؤلاء المنحرفين تفضي أحيانا إلى إصابات في كلا الطرفين. كما تحوّل المكان إلى وكر لممارسة الدعارة، حيث يجد مرتادو هذه السكنات الشاغرة المكان المناسب لممارسة شذوذهم، ما يسبب الخوف والقلق من هذه الظاهرة لدى سكان حي الشهداء، لا سيما أن السكنات الشاغرة تتواجد بالقرب من ثانوية "سعيد بوقرو" وإكمالية "محمد سحنون"، الأمر الذي يزيد من مخاوف أولياء المتمدرسين. كما أفاد مرافقونا بأن هذه السكنات تم اقتحامها في أوت 2007، من طرف من سئموا انتظار الحصول على سكن يضع حدا لأزمتهم، حيث صرح أحد مرافقينا ممن يتذكّرون العشرية السوداء التي عانت منها الجزائر في سنوات التسعينيات، أن هذه البيوت الشاغرة تحوّلت آنذاك إلى مخابئ للإرهابيين وإلى قاعدة خلفية لشن هجومات على عناصر الدرك والحرس البلدي، حيث شهد ذات المكان - حسب نفس المصدر - اشتباكات بين الطرفين، خصوصا وأن المكان الذي تتواجد فيه هذه السكنات يطل على جبال سي علي بوناب، الأمر الذي يساعد الإرهابيين على الفرار بسهولة بعد تنفيذ هجومهم، وهو ما زرع الخوف والهلع في أوساط السكان. ومن جهته، صرح رئيس بلدية الناصرية، بأن مشروع 60 وحدة سكنية انطلقت أشغاله سنة 1986، في إطار شراكة بين البلدية والصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بغلاف مالي قدره 01 مليار سنتيم، وتوقف لأسباب مالية. وبحسب ذات المصدر، فإن ذات المشروع تحوّل إلى صيغة السكنات التساهمية سنة 2006، بعدما قامت شركة "سليم" بشرائه من مديرية أملاك الدولة ببومرداس، غير أن المشروع توقف مرة أخرى بعد وفاة صاحب شركة سليم. أما عن مصير المشروع، فقد صرح رئيس البلدية بأن مصالحه قامت بإعادة تقييمه ب3.2 مليار سنتيم، كما تقدمت بطلب لوالي ولاية بومرداس لإعادة بعثه.