عاش 300 مسافر على متن الخطوط الجوية الجزائرية، أول أمس، حالة من القلق والانزعاج، بسبب تأخر وصول الطائرة الجزائرية إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في المغرب، بست ساعات، من دون أن يتم إعلامهم بالتأخير أو الأسباب، وهو ما أثار غضب المسافرين وجعلهم يتوعدون بعدم اختيار هذه الشركة مرة أخرى طول انتظار، وجبات رديئة ويمين بعدم السفر معها مجددا حددت الساعة 12.15 صباحا كآخر أجل لالتحاق المسافرين بمقاعدهم في الطائرة الجزائرية، وكان كل المسافرين مستعدين للركوب لكن الطائرة لم تصل في الموعد المحدد، الأمر الذي أثار قلقا وسط المسافرين ودفعهم للاستعلام عن موعد الرحلة وأسباب تأخر الطائرة، غير أنهم لم يتلقوا أية إجابة. “الفجر” تقدمت من مصلحة الاستعلامات لتستفسر، فكان الجواب أن المشكل لا يتعلق بإدارة مطار محمد الخامس، وأن سبب التأخير راجع إلى الخطوط الجوية الجزائرية، التي لم تتصل لتعلم المسافرين على متنها بالتأخر وتعلمهم بالموعد الجديد للرحلة، وهكذا بقي المسافرون الجزائريون في حيرة من أمرهم، وبدأت التساؤلات تتزايد، هل ستأتي الطائرة أم سيتم إلغاء الرحلة، وزاد من مخاوفهم سماعهم خبر إشعار مستخدمي الطيران التجاري “المضيفين” بالإضراب عن العمل ذلك اليوم. قلق وتوتر زادهما “ساندويش” جبن لا يسمن ولا يغني من جوع بعد ساعتين من التوتر والقلق، تم إخبار المسافرين أن موعد الرحلة سيتأجل وتم تغيير الموعد من 12.15 الى 16.45، وتم إعلامهم بأن وجبة الغداء ستكون في مطعم المطار، وبعد المزيد من الإجراءات الإدارية، والوقوف في طابور طويل تفاجأ المسافرون بأن الوجبة عبارة عن “سندويتش” جبن وفقط، وهو مازاد من سخط وغضب المسافرين خاصة كبار السن، لكن قرب موعد الرحلة خفف عنهم. ومع اقتراب الموعد، تفاجأ المسافرون بتأجيل الموعد مرة ثانية، إلى الساعة السادسة و10 دقائق، ولكن ما باليد حيلة فما عليهم سوى الانتظار. مظهر المسافرين في المطار كان يثير الشفقة، افترشت بعض العائلات الأرض، وسط صراخ الأطفال الذي كان يملأ المكان، هناك من خلد للنوم على الأرضية والبعض الآخر جلس على أمتعته، من بينهم كبار السن وشخصين من ذوي الاحتياجات الخاصة. الساعة السادسة مساء... وأخيرا حان موعد الركوب، وحطت الطائرة الجزائرية في مطار محمد الخامس، والأنظار كلها تتجه إليها، وتم التحاق الركاب بمقاعدهم بسرعة كبيرة وهم فرحون بانتهاء معاناتهم في المطار، وبعد نصف ساعة من الانتظار يسمع المسافرون صوت المضيفة تتأسف عن تأخر الرحلة، والانتظار قليلا نظرا لشحن الأمتعة. استهزاء بالمسافرين، لامبالاة ولا مسؤولية الساعة 19.05، سمعنا صوت المضيفة مرة أخرة، وهي تعتذر عن التأخير وتعلن عن انطلاق الرحلة بعد 10 دقائق، لكن الأمر تعدى ذلك إلى الساعة 19.30، الأمر الذي أدى بالركاب إلى النهوض من أماكنهم، وبدأوا في التجول بين أروقة الطائرة، صراخ الأطفال وبكاؤهم عم المكان، الكل كان قلقا من التأخر. وأخيرا أقلعت الطائرة، وحلقت في السماء وبعد ساعة تقريبا من الطيران دخلت المجال الجوي الجزائري، وبعد 20 دقيقة حطت الطائرة في مطار هواري بومدين الدولي، وسط تصفيقات الركاب وهتافاتهم تعبيرا عن فرحتهم الكبيرة. عذاب آخر في الانتظار بمطار الجزائر لكن تلك الأجواء لم تدم طويلا، لأن المعاناة بدأت من جديد داخل المطار، حيث اضطر المسافرون إلى الوقوف في طابور طويل دام أكثر من 45 دقيقة، من أجل مراقبة جوازات السفر، الكل كان غاضبا وقلقا في نفس الوقت، خاصة بعد أن علموا أنهم سيصومون اليوم الموالي. “الفجر” كانت تتحدث إلى المسافرين وتسألهم عن مدى رضاهم عن الخدمات والرحلة، حيث أجمع الكل أن الخدمات ضعيفة بالمقارنة مع سعر التذكرة البالغ 4 ملايين سنتيم تقريبا. يمين بعدم التعامل معها مجددا إحدى الآنسات كانت في مراكش من أجل التربص، قالت إنها لن تعيد الخطأ نفسه المرة القادمة، ولن تحجز مع الخطوط الجوية الجزائرية، وستختار شركات أخرى لأنها أكثر التزاما بالمواعيد، مشيرة إلى أن احتمال التأخير في الرحلات وارد مع كل شركات الطيران، لكن الأمر لا يتعدى نصف ساعة في أسوإ الحالات. والأكثر تضررا، هم المسافرون الذين كان لهم رحلات داخلية، مثل أحد الموظفين الذي أخبرنا بأنه من المفترض أن يسافر إلى مدينة قسنطينة بعد وصوله مباشرة، لكن الطائرة أقلعت، وهو يفكر في إيجاد سيارة أجرة لينتقل إلى منزله، ومعناه أن في انتظاره 6 ساعات سفر أخرى. نفس الوضع عاشته إحدى السيدات، التي كانت ستتوجه إلى مطار بجاية، لكن الطائرة التي كانت ستقلها أقلعت منذ ساعات، وهي في حيرة هل ستبيت في فندق أو تسافر برا. لجوية أمس ليست الجوية اليوم المهم، كل المسافرين كانوا منزعجين من نوعية الخدمات وطالبوا بضرورة تحسينها وأخبرنا أحد كبار السن بأن الطائرة الجزائرية، كان المسافرين يضبطون عليها ساعاتهم سنوات الثمانينيات من شدة التزامها بالوقت، كما أنه يشهد للطيارين الجزائريين بتمكنهم وخبرتهم في قيادة الطائرات، ولكن ما آلت إليه الشركة في السنوات الأخيرة شيء غير معقول، حتى أن سمعتها بين المسافرين بدأت تنقص، مستغربا كيف يطالب المضيفون بتحسين ظروف عملهم في حين أنهم لا يعملون على تحسين خدماتهم!