طلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من القائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتن العمل كمستشار لدى الشرطة البريطانية لوقف أعمال الشغب، بينما انتشرت أعداد كبيرة من رجال الأمن في لندن السبت لمنع وقوع أي اضطرابات جديدة وكانت أعمال ”شغب وتخريب ونهب” تعد الأسوأ منذ عقود، بدأت في لندن وانتقلت إلى مدن كبيرة أخرى بينها برمنغهام ومانشستر وليفربول ونوتينغهام. وقد أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وسببت أضرارا جسيمة في عدد من مدن إنجلترا. ونشرت السلطات البريطانية حوالى 16 ألف شرطي هذا الأسبوع، بينما أقرت وزيرة الداخلية تيريزا ماي أن هؤلاء سيبقون حتى إشعار آخر وسط مخاوف من عودة العنف في نهاية الأسبوع. وقالت ناطقة باسم رئاسة الحكومة البريطانية إن ”رئيس الوزراء تحدث إلى بيل براتن للتعبير عن شكره على موافقته المشاركة في سلسلة اجتماعات في بريطانيا في الخريف لعرض خبرته في مواجهة العصابات عندما كان قائدا للشرطة في بوسطن ونيويورك ولوس انجليس”. وأضافت إن كاميرون ”يسعى لتزويد الحكومة بالخبرة والتجربة التي بنتها دول أخرى وبريطانيا”، مؤكدة أن ”بيل براتن الذي يقيم علاقات قديمة مع الشرطة البريطانية، سيقدم نصائحه الشخصية وبدون أي مبلغ مالي”. وقد وافق براتن على زيارة بريطانيا في الأشهر المقبلة وتقديم النصح بشأن ملاحقة ”ثقافة العصابات”. وكانت شبكتا (آن بي سي) و(ايه بي سي) نيوز الأمريكيتان ذكرتا على موقعيهما الإلكترونيين أن براتن تلقى اتصالا هاتفيا من كاميرون الجمعة ليطلب منه العمل مستشارا لدى الشرطة البريطانية (اسكتلنديارد). وأكد براتن لشبكة (أن بي سي) أنه يتوقع أن يتولى مهامه هذه قريبا، لكنه لا ينوي الإقامة بشكل دائم في بريطانيا. وستكون هذه المهمة طويلة الأمد وليست مخصصة لمواجهة أعمال الشغب الحالية فقط التي هزت لندن ومدنا أخرى وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى. وقال براتن لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن مثيري الشغب الصغار السن يجب أن يشعروا بالخوف من الشرطة ومن إمكانية مواجهة عقاب خطير. وأضاف الرجل البالغ من العمر 63 عاما ”يجب العمل على إخافة قدرتهم على اتباع سلوك إجرامي وتوقيفهم وملاحقتهم (في القضاء) وحبسهم”. وكان براتن من أهم الشخصيات في الشرطة التي دعت إلى اعتماد مبدأ عدم التسامح إطلاقا مع الإجرام في نيويورك. وقال ”إذا حصلت أمور على نطاق ضيق فيجب عدم السماح باتساعها لتصبح مشاكل أكبر”، مؤكدا أن الشرطة تحتاج إلى ”أدوات كثيرة” جاهزة لمواجهة أي أعمال شغب. وأشار إلى أن ”الجدل يدور حاليا حول الرصاص المطاطي وأسلحة غير قاتلة مثل بخاخ الفلفل وخراطيم المياه ومسدسات تازر”. وأكد أن الشرطة يجب أن تقوم بمهامها بشكل دستوري وثابت واتباع السياسة نفسها في الأحياء الفقيرة والغنية. وقالت الصحف أن كاميرون كان متحمسا جدا للاستعانة ببراتن ليتولى قيادة الشرطة البريطانية، لكن وزيرة الداخلية رفضت ذلك مؤكدة أن المنصب يجب أن يشغله بريطاني. وكان قائد الشرطة البريطانية بول ستيفنسن استقال من منصبه في 17 جويلية في إطار فضيحة التنصت على الاتصالات الهاتفية من قبل نيوز أوف ذي وورلد، بعد الكشف عن علاقات بين ضباط والصحيفة. وكانت وزارة الداخلية البريطانية حظرت أمس الأول مسيرة خططت لإقامتها رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة في بلدة بمقاطعة شروبشاير. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي” إن وزيرة الداخلية تريزا ماي منعت المسيرة المقررة السبت في بلدة تلفورد في خطوة تهدف لحماية الجاليات المحلية وممتلكاتها، لكنها أشارت إلى أن قرار المنع لن يوقف رابطة الدفاع الإنجليزية عن التواجد في البلدة.