مع حلول شهر رمضان المعظم تنتشر ظاهرة بيع ''المطلوع'' أو ''الكسرة''، إذ لا يكاد يخلو أي رصيف من طاولة لبيعها، ويعرف ''خبز الدار'' إقبالا واسعا من طرف المواطنين، حيث يعتبر من ضروريات المائدة الرمضانية بولاية بومرداس. فقد تحولت أرصفة معظم بلديات الولاية إلى فضاء لبيع ''خبز الدار'' بمختلف أنواعه، وأصبح كل مكان محتكر من طرف صاحبه لا يتجرأ أي شخص آخر على عرض ''خبزه'' فيه، وإن حدث ذلك فإن شجارا عنيفا سيقع، على حد تعبير بعض بائعي ''خبز الدار'' الذين تحدثوا ل ''الجزائر نيوز'' ، وما شد انتباهنا خلال جولتنا الإستطلاعية لبعض الأماكن المعروفة ببيع ''خبز الدار'' على غرار برج منايل ويسر، هو أن بائعيه ينتمون لمختلف الفئات حيث لا يقتصر الأمر على الأطفال الذين يستغلون العطلة لكسب مصروف الجيب ومساعدة عائلاتهم في توفير مصروف البيت، فقد اختلفت أسباب ودوافع كل منهم، فبعضهم أصبح معروفا لدى الزبائن بحكم تعودهم على اقتناء خبزه بالنظر لجودته وطريقة إعداده، حيث يقول بعض بائعي المطلوع أن العديد من الزبائن يفضلون الخبز المحضر على نار الحطب، فأرصفة وسط مدينة برج منايل إنطلاقا من محطة النقل الحضري إلى ساحة المسجد إلى زنيقة سويعد، هي أماكن معروفة ببيع الخبز بمختلف أنواعه ويختلف سعره بحسب نوع الخبز، فمثلا خبز المطلوع المصنوع بالفرينة يختلف ثمنه عن المصنوع بالدقيق، حيث سعر هذا الأخير يتجاوز 30 دينارا فيما سعر الأول يقدر ب 25 دينارا، أما خبز ''المورق'' فإن سعره هو الآخر يتجاوز 30 دينارا، حسب حجم الخبزة، فإذا كانت من الحجم الكبير فإن سعرها يكون أكثر من ذلك· ورغم إجماع العديد من الزبائن الذين التقيناهم على ارتفاع أسعار ''خبز الدار'' إلا أن الإقبال يبقى واسعا عليه من طرف المواطنين الذين يؤكدون أنه لا يمنكنهم الإستغناء عنه في شهر رمضان، فمائدة الإفطار بدونه ''سامطة''· وهو ما شاطره فيه أحد الباعة وهو عاطل عن العمل حيث قال أنه يحضر الخبز وهو ساخن وهو ما يستقطب الزبائن الذين يشكلون طوابير أمام طاولته، ويقول محدثنا أن زوجته التي تقوم بإعداد الخبر رفقة بناته يكدن لا يلبين الطلب في بعض الأحيان، مضيفا بأن هناك من يقصد منزله قبل الإفطار بحثا عن المطلوع، موضحا أن هذا هو العمل الذي يعيل به عائلته.. إن حال محدثنا لا يختلف عن حال الآخرين الذين اتخذوا من هذا النشاط تجارة مربحة في هذا الشهر الفضيل·