رمضان في تشاد له طعم آخر، فهذا البلد الإفريقي ينتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر، حيث يمثل المسلمون فيها نسبة لا تقل عن 85٪من عدد السكان، ويتعايش المسلمون في هذا البلد المسلم في تكافل رائع، يمثل النموذج لما أمر به الإسلام الذي قال نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم “فيتكاتف المسلمون ليعوض الغنى منهم الفقير، وليفضِ فيه الذي يملك على من لا يجد قوت يومه، وهو ما يطلبه الإسلام من أتباعه تحديدا. فمن الطبيعي أن تجد موائد الرحمن متراصة في الشوارع تدعو الصائمين للإفطار عليها،كما يتبادل الأهل والجيران الأطباق الشهية إعلانا لنوع من التكافل لا يعرفه غير المسلمين،وتقوم الأسر التشادية للشهر الفضيل بتجهيز ما تحتاجه من منتجات وسلع قبل رمضان بوقت كاف؛ تحسبا لارتفاع أسعارها وندرتها في أوقات أخرى. وتتجهز المنازل في تشاد بإعداد الأكلات التي تناسب الإفطار السحور وتكييف مواعيد العمل بما يتناسب مع شهر رمضان المبارك، كما يتسابق الأثرياء من المسلمين في تقديم وجبات الإفطار للفقراء والمساكين وعابري السبيل، حيث تجد أبناء ذلك البلد الطيب يتسابقون لجذب الصائمين للإفطار على موائدهم الرمضانية، كما تجدهم يقفون في الطرقات يدعون إخوانهم للإفطار لديهم، وهى الظاهرة التي تعبر عن إدراكهم لمعاني إفطار الصائمين وأهمية التكافل والتعاون بين المسلمين في كل مكان. ويحرص أهل تشاد على عدم تضييع أوقات شهر رمضان الغالية دون تحقيق أكبر استفادة ممكنة لذلك تجدهم يتحلّقون في حلقات الذكر بالمساجد، كما يقضى عدد كبير من المسلمين هناك معظم أيام شهر رمضان المبارك في الذكر وحضور حلقات دراسية في المساجد وتلاوة القرآن الكريم، والسعي لمرضاة الله ثم الذهاب إلى الأسواق لقضاء حاجاتهم التي تكثر في هذا الشهر المبارك، وفي الليل صلاة التراويح والتهجد. يذكر أن تشاد إحدى دول وسط إفريقيا، تحدها شمالاً ليبيا وجنوباً إفريقيا الوسطى وشرقاً السودان، وغرباً النيجر ونيجريا والكاميرون. يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، وتبلغ المساحة الكلية لتشاد 128400 كيلومتر. دخل الإسلام تشاد في القرن الأول الهجري عام 46ه 666م، حيث قامت ثلاث ممالك إسلامية: مملكة كانم الإسلامية (800-1900م)، ومملكة الوداي الإسلامية، (1615 ñ1900)، ومملكة باقري الإسلامية (1512-1892). ثم ما لبث أن اتحدت هذه الممالك عند دخول الاستعمار مكونة جمهورية تشاد الحالية وعاصمتها أنجمينا ومعناها (ارتحنا)، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم الإسلامي، وتحرص على دعم الروابط الأخوية العميقة بينها وبين كافة شقيقاتها من الدول الإسلامية.