يشتكي سكان بلدية دراق، 110 كلم جنوب غربي عاصمة ولاية المدية، من قلة المشاريع التنموية التي جعلت المنطقة تبدو لزائرها كأنها قرى نائية، لانعدام الحركة بها خاصة خلال هذه الفترة من السنة، حيث يفضل أغلب الشباب المكوث بمنازلهم لغياب دور الثقافة والشباب وكذا المرافق الترفيهية والرياضية. وما صعّب الحياة أكثر أن البلدية عانت بشكل كبير خلال العشرية السوداء، مما نجم عنه نزوح عدد معتبر من السكان إلى مناطق ومدن مجاورة كقصر البخاري ومدينة المدية، تاركين وراءهم أراضي ومنازل مهجورة، حسب العديد من مواطني البلدية الذين التقيناهم، مشيرين إلى أن الوقت حان للاهتمام بهذه المنطقة التي عاد إليها الأمن والتي يحلم سكانها بغد أفضل. غير أن عودة الأمن والسكان إلى أراضيهم لم ترافقه مشاريع تقضي على العزلة التي فرضتها تضاريس المنطقة القاسية من جهة، وكذا غياب المشاريع التنموية من قبل السلطات المحلية، حيث أكد أحد سكان المنطقة أن أبناء دراق عانوا كثيرا خلال السنوات العشر السوداء وهم ينتظرون بعض المشاريع التنموية الأساسية كتعبيد الطرق وفتح قاعة للعلاج مع تقديم الدعم فيما يخص البناء الريفي والفلاحي والاهتمام بفئة الشباب. وأشار بعض السكان إلى أن أهم عمل يجب القيام به من قبل السلطات المحلية هو فك العزلة على المنطقة من خلال تعبيد طرق البلدية وتلك التي تشق قرى ومداشر المنطقة، كما طالبوا بتدعيم الفلاحين من أجل استصلاح أراضيهم لزراعتها وتقديم الأشجار المثمرة لهم كون جل أبناء المنطقة يمتهنون الفلاحة. وفي نفس الصدد أبدى العديد من المواطنين قلقهم من قلة الدعم فيما يخص البناءات الريفية، حيث ناشدوا المعنيين بضرورة توفير مثل هذا النوع من البناءات بغرض المساهمة في عودة النازحين والمحافظة على العائدين، بينما تبقى وثيقة الحيازة التي تتطلب وقتا وجهدا كبيرين من أجل استخراجها احد أكبر العوائق التي تقف في وجه سكان دراق لأن جل الأراضي مشتركة بين الورثة، بينما يفتقر بعض السكان لوثائق تثبت ملكية الأرض التي يتم فيها البناء. من جهة أخرى ورغم امتلاك البلدية لبعض قاعات العلاج الموزعة على مجموعة من القرى الرئيسية، إلا أن مطلب وجود عيادة متعددة الخدمات بات أكثر من ضروري بالنسبة لبلدية دراق التي تضاعف عدد سكانها خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الصعب تقديم الخدمات للمرضى في قاعات علاج لا تتوفر على الإمكانيات البشرية ولا الأدوية المطلوبة خاصة في الحالات الاستعجالية، حيث يضطر المرضى للتوجه إلى مستشفى قصر البخاري بقطع مسافة تفوق 30 كلم. وفي الصدد ذاته طالب سكان دراق بضرورة توفير قاعة للولادة نظرا لافتقار المنطقة لمثل هذا النوع من القاعات التي من المفروض تواجدها في كل قرية من أجل راحة حوامل المنطقة، حيث يجبر هذا الوضع العديد منهن إلى قطع مسافة تفوق30 كلم للوصل إلى مستشفى قصر البخاري.