بلدية عين الزاوية الواقعة على بعد 50 كم جنوب مدينة تيزي وزو إحدى بلديات الولاية التي تعيش في الآونة الأخيرة حركات احتجاجية من طرف السكان المحليين تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المزرية وغياب ادنى المشاريع التنموية بسبب عزلها من جهة ونتيجة للصراعات السياسية القائمة بين أعضاء المجلس التنفيذي التي كرست سياسة اللامبالاة في التسيير والتي راح ضحيتها المواطن الذي أضحى يتخبط في مشاكل حولت يومياته إلى واقع مر· حسب ما اجمع عليه السكان في حديثهم ل''الجزائر نيوز'' فإن البلدية في الآونة الأخيرة تحولت إلى ساحة لاستعراض العضلات بين أعضاء المجلس التنفيذي بسبب الخلافات السياسية القائمة بينهم متناسين بذلك دورهم اتجاه المواطن وكذلك واجبهم في الدفع بعجلة التنمية التي تشهد تأخرا فادحا في شتى المجالات الحيوية التي يتطلبها السكان لضمان العيش الكريم، فنقص التهيئة الحضرية للطرقات الرئيسية للبلدية ومختلف أحيائها وكذلك في القرى النائية جعلت المواطنين يعيشون حالة من الاستياء يوميا بسبب الحفر الكثيرة التي تغمرها لعدم إعادة تهيئتها منذ مدة طويلة بل أكثر من ذلك هناك طرقات لم تشهد عملية تهيئة منذ انجازها، كما يعد مشكل غياب الإنارة العمومية فيها من أكبر الأخطار المهددة لسلامة المواطنين، لاسيما بعد الانتشار غير العادي لعصابات السطو والسرقة في البلدية التي استغلت غياب الوضع الأمني فيها لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، من جهة أخرى يعتبر مشكل غياب الخدمات الصحية اللازمة في البلدية من اكبر المشاكل التي يواجهها السكان لافتقادها لقاعة صحية متعددة الخدمات بتجهيزات حديثة تكون وفق ما يحتاجه المواطن من الخدمات الصحية اللازمة وتوفير عناء التنقل إلى البلديات المجاورة قصد تلقي أدنى الخدمات الصحية بسبب النقص الكبير الذي تشهده قاعة العلاج المتواجدة في البلدية في الطاقم الطبي والتجهيزات على حد سواء، ومن المشاكل الأخرى التي حولت يوميات شباب عين الزاوية إلى جحيم هي البطالة الحادة التي ضربت بجذورها فيها لغياب المشاريع التنموية، خصوصا بعد أن أغلقت مختلف المصانع المتواجدة فيها بسبب حالة اللاأمن التي شهدتها خلال العشرية السوداء، ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم تحت رحمة الشارع والسقوط في عدة آفات أخرى أشد خطورة كتعاطي المخدرات والسرقة، وساهم في اتساعها أكثر غياب المرافق الترفيهية والرياضية وتجميد مختلف النشاطات الرياضية بقرار من السلطات المحلية منذ ما يقارب 12 سنة، كما أشار المواطنون إلى أن المشاريع التنموية التي أدرجت على مستوى البلدية تعرف تأخرا فادحا في أشغال الانجاز خاصة مشروع انجاز 230 مسكنا اجتماعيا بالرغم من الأزمة الشديدة التي يعاني منها المواطنون في السكن لاسيما بعد العراقيل العديدة التي وقفت أمامهم في تجسيد مشاريع مساعدات البناء الريفي والمتعلقة بصعوبة استخراج وثيقة عقود الملكية التي تعد شرطا إلزاميا للاستفادة من هذه المساعدات· تجميد نشاط البلدية·· استقالة المير وحل المجلس أغرقت البلدية لعل الصراعات السياسية القائمة بين أعضاء المجلس التنفيذي لبلدية عين الزاوية حول قضية تولي المناصب في المجلس التنفيذي لم تمر مرور الكرام وفتحت المجال للصراعات الداخلية التي كان لها تأثير سلبي مباشر على كيفية تسيير شؤون البلدية· فالأزمة السياسية التي عصفت ببيت الجهاز الإداري لبلدية عين الزاوية، أدت إلى شلل كلي على مستوى المجلس الشعبي البلدي لأزيد من خمسة أشهر، جراء الانقسام الداخلي بين الأعضاء المشكلين للمجلس الشعبي، وأفرزت عدة انشقاقات بين منتخبي الأفافاس ومنتخبي الأفالان بسبب قضية تولي المناصب في المكتب الإداري السياسي للبلدية· أسباب الصراع القائم بين المجلس التنفيذي تعود إلى الخلافات القائمة بين أعضاء الأفافاس حزب الأغلبية بعد الانتخابات المحلية الأخيرة بعد رفضهم لاقتراح رئيس البلدية المشكل للمجلس الشعبي، وإقدام أعضاء الأفالان على الانسحاب من التسيير الداخلي لأمور البلدية· فالبداية كانت نقطته في الخلاف القائم بين النائب الأول ورئيس البلدية الحاليين المنتميين إلى لواء حزبي سياسي واحد وهو ''الأفافاس'' حول أولوية تولي المناصب، بعد تعيين النائب الأول ل ''المير'' من حزب الأرسيدي، ما جعل منتخبي الأفافاس يمارسون ضغوطا شديدة عليه لدفعه الى الاستقالة، كما أقدم منتخبو الأفالان على الانسحاب الجماعي من الجهاز التنفيذي، وهي الأسباب التي أدت إلى تجميد نشاطات البلدية لأزيد من 5 أشهر، الوضع الذي استدعى وعلى خلفية هذه الأحداث والنزاعات ، التي شهدتها البلدية السلطات الولائية إلى اتخاذ قرار ضروري لتسوية النزاع القائم قبل تجميد المكتب التنفيذي كلية وإعطاء صلاحية تسيير البلدية لرئيس دائرة ذراع الميزان كما هو محدد قانونيا، واستنادا إلى الصلاحيات المخولة لرئيس البلدية في القانون البلدي والمقررة على أن للرئيس البلدية صلاحية حل المكتب التنفيذي وتعويضه بمكتب آخر من أعضاء المجلس· وهي القاعدة التي اتخذها كأساس في إزاحة النائب الأول والثاني من حزبي الأفافاس والأرسيدي وتعويضهما بعضوين من الأفالان بعد إقدامه على التحالف مع هذا الحزب، وهي الأمور التي جعلت البلدية تعيش حالة من اللااستقرار إلى يومنا هذا وطغت عليها اللامبالاة والإهمال في التسيير والمؤامرات العديدة المدبرة من كل طرف ضد الأخر والتي كانت لها نتائج عكسية على الوضع التنموي في البلدية· 17 عائلة دون مأوى في قرية اقوفاعن بسبب ظاهرة انجراف التربة تعد قرية اقوفاعن الواقعة على بعد 40 كم جنوب مدينة تيزي وزو والتي حددناها كأول محطة لنا في مهمتنا التي قادتنا إلى بلدية عين الزاوية، من اكبر القرى تضررا من جميع النواحي لاسيما التنموية منها، فالوصول إليها يجبرك على التوقف على مستوى الطريق الولائي رقم 128 وقطع مسافات سيرا على الأقدام وقطع الوادي ثم الوصول إليها، هذا لغياب وسائل النقل فيها، فعند وصولنا كانت القرية شبه خالية من السكان إلا بعض الشباب الذين تحدثنا إليهم واستفسرنا عن الوضع، وهنا كانت المفاجأة فأغلبية البيوت هجرت بسبب خطورة انهيارها من حين إلى آخر جراء ظاهرة انجراف التربة التي شهدتها المنطقة مؤخرا وبالتحديد منذ يوم 3 مارس المنصرم من السنة الجارية، فالبيوت لم يبق لها الكثير كي تنهار بسبب التصدعات والانشقاقات العديدة، الناجمة من فعل التساقط الكبير للأمطار وتحركات غير العادية للأرض، فالظاهرة تعد الأولى من نوعها في المنطقة التي خلقت حالة من الذعر لدى السكان الذين لم يجدوا أي تفسير لهذا المشكل في ظل تماطل السلطات الولائية في تقديم تقريرها النهائي عن الظاهرة، التي تسببت في جعل 17 عائلة دون مأوى، منذ شهر دون أن يسجلوا أي تدخل من السلطات المعنية لاحتواء المشكل، الوضع الذي دفع هؤلاء السكان إلى الخروج في عدة حركات احتجاجية بغلق مقر البلدية تنديدا بهذه الأوضاع، ودفع برئيس البلدية إلى اتخاذ قرار عاجل والمتمثل في ترحيل هذه العائلات إلى أقسام المدارس المتواجدة في كل من قرية ''توريرث'' و''وازموشن'' حيث لا تزال أشغال الترميم متواصلة فيها بعد أن أغلقت أبوابها منذ سنوات وهو الحل الذي يعتبر أوليا في انتظار إيجاد حلول أخرى لإعادة إسكان هذه العائلات المتضررة من الظاهرة التي بدأ نطاقها يعرف اتساعا ملحوظا من سنة إلى أخرى في الولاية· ------------------------------------------------------------------------ زموش أعمر (رئيس بلدية عين الزاوية) ل''الجزائرنيوز'': الميزانية المخصصة تبقى بعيدة لتحقيق تطلعات المواطنين كشف رئيس بلدية عين الزاوية ''زموش أعمر'' من خلال الحوار القصير الذي أجرته معه الجزائر نيوز بسبب صعوبة الأمر في ذلك لتزامن زيارتنا مع الحركة الاحتجاجية وغلق مقر البلدية من طرف السكان، أن الأوضاع في البلدية أصبحت لا تطاق وأن تسيير شؤونها بميزانية ضئيلة وبصلاحيات محدودة يبقى أمرا مستحيلا لاسيما غياب الإرادة الجماعية بين المنتخبين المحليين في تجسيد المشاريع التنموية وتأمر كل طرف ضد الأخر· ما تعليقكم على موجة الاحتجاجات اليومية التي تشهدها البلدية؟ هذه الحركات الاحتجاجية المتكررة التي تشهدها البلدية لم تخص فقط بلديتنا بل إنها موجة من الاحتجاجات التي تشهدها مختلف مناطق ولاية تيزي وزو تنديدا بالظروف الاجتماعية القاسية وغياب المشاريع التنموية التي من شأنها إعادة الاعتبار للمواطنين، والمواطن اليوم أصبح ينتهج سياسة غلق الطرقات ومقر البلديات للمطالبة بحقوقه، وأنا كمسؤول أرى ان له الحق في ذلك، خصوصا بعد الانسداد الكلي الذي مس شتى المجالات في حياته اليومية، لكن يبقى تكريس سياسة الحوار وفتح قنوات الاتصال بين المواطنين والسلطات من الضروريات التي يجب توفرها بهدف الوصول إلى حلول ناجعة للمشاكل العالقة· هل تعتقدون أن الأزمة السياسية بين أعضاء المجلس التنفيذي سابقا أثرت سلبا على تسيير شؤون البلدية؟ فعلا أنها حقيقة لا يمكن لنا إخفاؤها، وأن ما حدث مؤخرا وبعد الانتخابات المحلية الأخيرة والصراعات القائمة في المجلس التنفيذي بين أعضائه حول قضية تولي المناصب فيه اثر سلبا على طريقة تسيير شؤون البلدية بعد القطيعة التي حدثت بين أعضاء كل حزب المشكلة للمجلس، وأنا أجبرت على الاستقالة من الأفافاس والانخراط في الأفالان من أجل تشكيل الأغلبية وتفاديا لفسح المجال للأطراف الأخرى لفرض سيطرتها على البلدية التي تحاول الآن تعبئة المواطنين ضدي وذلك عن طريق الاحتجاجات التي اعتبرها مدبرة· ماذا اتخذتم كتدابير عاجلة لإعادة إسكان 17 عائلة في قرية اقوفاعن بعد انهيار منازلها بسبب انجراف التربة؟ قمنا بزيارات ميدانية في أكثر من مرة إلى عين المكان، وبالتنسيق مع المصالح الولائية التي أمرت بإخلاء هذه المنازل بعد الدراسات الضرورية التي قامت بها لخطورة الوضع وإمكانية انهيارها من وقت إلى آخر، كما سطرنا برنامجا استعجاليا لترحيل هذه العائلات إلى سكنات مؤقتة وإسكانها في الأقسام المتواجدة في كل من قرية ''ازموشن'' وقرية ''توريرث'' كحل أولي· هذا في ظل غياب حلول أخرى في الوقت الراهن· وفي انتظار تجسيد الوعود المقدمة من طرف رئيس الدائرة وكذا السلطات الولائية· فيما يخص حالة اللاأمن التي تشهدها البلدية ما هي الإجراءات المتخذة للحد من ذلك؟ حالة اللاأمن تشهدها مختلف بلديات الولاية، إلا أنه ومؤخرا أصبحت البلدية تشهد حالة أمنية جد متدهورة كون البلدية يربطها طريقان رئيسان هما الطريق الوطني رقم 30 والطريق الولائي رقم 128 الأخير الذي أصبح مكانا لتمركز العصابات المختصة في سرقة السيارات، إلا إننا نأمل مع انتهاء أشغال انجاز الوحدة الأمنية في البلدية أن تساهم في إعادة الاستقرار الأمني إليها والحد من هذه الممارسات المضرة بالسكان· ما تقييمكم للبرنامج التنموي في البلدية؟ البرنامج التنموي في البلدية يسير على خطى جد بطيئة وإن الميزانية الحالية المخصصة لتسيير البلديات تبقى بعيدة كل البعد للاستجابة الفعلية لحاجيات السكان، إلا أن هناك بعض المشاريع المسجلة على مستوى مختلف مناطق البلدية كإنجاز ثانوية التي تم إعداد دراسة كاملة للمشروع في انتظار انطلاقة في أقرب الآجال بالإضافة إلى مشروع 230 مسكن اجتماعي، 40 منها ستوزع خلال نهاية شهر جويلية المقبل، وتخصيص مبلغ 50 مليون سنتيم لإعادة تهيئة الملعب البلدي، وكذلك إدراج مشروع آخر لإعادة تهيئة طرقات البلدية وتزويده بالإنارة العمومية· وعن مشروع القانون البلدي الجديد ما رأيكم فيه؟ حقيقة أنني لم اطلع عليه بالتفصيل، إلا أن ما اعرفه انه قلص أكثر صلاحيات رئيس البلدية وأصبحت مهمته منحصرة بين تنفيذ القرارات دون سلطة اتخاذها· ------------------------------------------------------------------------ نبض الشارع حمروني محمد ''رياضي'' ''نحن شباب عين الزاوية اليوم نعيش واقعا مرا جراء غياب المرافق الرياضية والترفيهية فيها، الأمر الذي حول يومياتنا إلى فراغ ودفع بالأغلبية إلى عالم الانحراف وتعاطي المخدرات، فتجميد النشاطات الرياضية منذ ما يقارب عن 12 سنة كالفرق الرياضية وغياب الملعب البلدي الذي حول جزء منه إلى مكان لتمركز قوات الجيش، بالإضافة إلى غياب التجهيزات الضرورية في دور الشباب التي تعرضت إلى عملية النهب من بعض الأطراف'' بنيني عبد النور'' تاجر'' ''مشكل غياب التهيئة الحضرية في مختلف أحياء البلدية دفعت بالسكان إلى الخروج في حركات احتجاجية عديدة كغلق الطرقات ومقر البلدية تنديدا بالأوضاع المزرية، فسياسة الإهمال واللامبالاة طغت على البلدية وأغرقتها في ظلام دامس، فلا حياة لمن تنادي بسبب اهتراء الطرق الرئيسية بالإضافة إلى انعدام الإنارة العمومية وقنوات صرف المياه القذرة والغاز الطبيعي في بعض المناطق، وهي المشاكل التي كانت وليدة غياب الإرادة في تجسيد الوعود المقدمة على أرض الواقع''· سعيدي براهيمي ''بطال'' في كل يوم نسجل ظواهر جديدة وسلبية على مستوى البلدية فلا شيء ينذر بخير، فحالة اللاأمن التي تشهدها مؤخرا أزقة وأحياء البلدية وحتى القرى النائية التابعة لها زرعت الرعب في أنفس المواطنين، فعلى السلطات المعنية إعادة بعث الاستقرار الأمني في البلدية والعمل على محاربة كل أنواع الجريمة التي تتسبب فيها بعض العصابات· ت· أحسن ''بطال'' أرقام البطالة في تصاعد مستمر ففئة الشباب التي تمثل حوالي 70 بالمائة من إجمالي السكان وأغلبيتها عاطلة عن العمل بسبب غياب فرص العمل لانعدام المشاريع التنموية، وما زاد الطين بلة أن حصص عقود ما قبل التشغيل وآليات العمل الأخرى الموجهة للشباب تبقى ضئيلة والمتوفرة منها توزع بالمفاضلة، الحمد لله أن هناك العديد من ورشات صناعة الفخار، فالبلدية ساهمت في تقليص نسبة البطالة · ------------------------------------------------------------------------ أرقام من البلدية 1985 تاريخ انفصالها عن بلدية ذراع الميزان 18 ألف نسمة عدد السكاني حسب إحصاءات 2008 70 بالمائة منها من فئة الشباب وأزيد من 60 بالمائة من دون عمل 89,65 كم مربع هي مساحة بلدية عين الزاوية 20 قرية 14 منها في دوار بومهني 14 ورشة لصناعة الفخار على مستوى تراب البلدية