غادر، منذ فترة قصيرة، الأخصائيان الوحيدان في مرض السرطان مستشفى الشرفة بعاصمة الولاية باتجاه ولاية أخرى، بناء على رغبتهما، تاركين المرضى في مجابهة مصير مجهول، بعدما كانا يضمنان المتابعة الصحية لمرضى السرطان بالولاية لم تقدم المديرية الوصية بالولاية تفسيرات مقنعة عن مغادرة هذين الأخصائيين للقطاع، في وقت أعرب سكان الولاية عن حاجتهم الماسة إلى أخصائيين في مرضى السرطان، حيث يعاني المرضى الأمرّين جراء عدم وجود أخصائيين في معالجة مرض السرطان الذي يدفعهم إلى التوجه نحو المناطق البعيدة بالبلدية أوالجزائر العاصمة. لقد استقدمت منذ سنة تقريبا مصالح مديرية الصحة بناء على عروض وزارة الصحة أخصائيين اثنين بالولاية، وهو ما مكن مرضى الولاية من أخذ مواعيد منتظمة قبل التوجه إلى المراكز الصحية، فضلا عن إجراء الكشوفات الأولية للمرض والمراقبة الصحية لوضعياتهم، قبل أن يفاجؤوا بتحويل هذين الأخصائيين إلى منطقة أخرى. ويعاني مرضى السرطان بالشلف من غياب مركز علاجي بالولاية يمكنهم من التكفل بحالاتهم المرضية المستعصية، ما اضطرهم إلى التوجه نحو المراكز البعيدة كمركزي العاصمة والبليدة. وتعرف الولاية بتفاقم المرض المزمن نتيجة لعوامل وراثية وأخرى ناتجة عن عوامل طبيعية، كالبيئة الملوثة وانعدام الفضاءات النظيفة، فضلا عما يسببه البناء الجاهز من أمراض نتيجة لمادة الأميونت التي أثبتت الدراسات أنها السبب في الكثير من حالات مرض السرطان المسجل بالولاية، خاصة أن آخر حصيلة سجلتها المصالح المختصة العام المنصرم لا تقل عن 30 حالة توفي أصحابها بعد صراع طويل مع المرض. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد الحالات المسجلة بالولاية لتوجه معظم المرضى للمراكز الصحية بالعاصمة أو البلدية، إلا أن عدد الحالات - حسب مصادر غير رسمية - يفوق المائة حالة بالولاية، غالبيتهم من فئة النساء اللواتي طلبن من السلطات المحلية توفير مركز علاجي بالولاية للتخفيف عنهم عناء التنقل إلى الولايات البعيدة وإجراء التحاليل الضرورية، كما أن هذا المركز سيخفف الضغط على المراكز الخمسة الموجودة على المستوى الوطني، والتي لا تفي بالغرض المطلوب بالنظر إلى كثرة المرضى، فضلا على أن هذا المركز سيساعد بالنسبة للحالات التي لم يتم اكتشافها للوقاية بالكشف المبكر على أعراض المرض الخبيث. للإشارة ففي عام 2009 تم تسجيل مشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان بعاصمة الولاية، والذي كان مقررا له أن ينجز على أنقاض مركز استشفائي مهجور منذ زلزال 1980بحي عروج بوسط المدينة على مساحة تصل إلى 6631متر مربع منها 4634 مبنية، وسيكون هذا المركز ذو طابع جهوي، كونه الوحيد بالمنطقة، وهو ما سيمكن سكان الولاية والولايات القريبة منها كعين الدفلى، تسمسيلت وغليزان، الاستفادة من خدماته وتخفيف الضغط على المرضى الذين يضطرون إلى التنقل أسبوعيا إلى العاصمة أوالبليدة.