عرفت السنوات الأخيرة محلات الشواء، الكائنة بمنطقة عين تحميمين والمقفل شرقا والباردة شمال عاصمة الولاية ڤالمة، إقبالا كبيرا من طرف العائلات الڤالمية وبعض العائلات القادمة من الولايات المجاورة، على غرار عنابة وسكيكدة وسوق اهراس، بسبب ما تقدمه هذه المحلات من خدمات مميزة، وكذا النوعية الجيدة لأنواع اللحوم. تفضل العائلات خلال هذا الفصل الخروج ليلا للعشاء خارج البيت، سواء هروبا من ارتفاع درجات الحرارة أو كسر الروتين، ودعوة الأحباب والأصدقاء على طبق شواء توفره عدة محلات بأطباق متنوعة وبأسعار معقولة، وهو ما استحسنه الزوار الذين ألفوا هذه المحلات ليصبحوا زبائن اعتياديين لديها. تقع منطقة عين تحميمين والمقفل على بعد حوالي 45 كلم شرق عاصمة الولاية ڤالمة، فالزائر إلى هذه المناطق أول ما يشد انتباهه سحر الطبيعة الخلابة التي امتزجت بين الأصالة والعصرنة وبين الجبال والبساتين الغناء. وتطل من بين هذا الجمال الرباني عين معدنية غازية تنبع من قمة الجبل تسمى عين سنور. تشتهر المنطقة بتربية المواشي ومحلات الشواء المنتشرة تقريبا على طول الشارع الرئيسي للقرية، حيث تستقبلك أعمدة الدخان المتصاعدة من المشويات المتناثرة هنا وهناك. زيارتنا لمحلات الشواء بقرية عين تحميمين والمقفل جعلتنا نقف على الاهتمام الذي توليه العائلات الڤالمية لخرجاتها التي أصبحت لها نكهتها الخاصة، فهناك من يفضل الاحتفال بمناسبة معينة خارج البيت، كعيد الميلاد أوأفراح النجاح، وهناك بعض العائلات من اختارت أحد محلات الشواء للاحتفال بنجاح أبنائها في الدراسة. ويقول رب العائلة إن اختيار هذا المكان كان من طرف الأطفال الذين حرصوا على الخروج من زحام المدينة وضجيجها والقدوم إلى هذه المناطق الساحرة.. أين يتنفس الإنسان هواء نقيا خاليا من التلوث وكسر الروتين اليومي، وهو ما يعتبر كذلك فرصة للتقرب أكثر من أفراد العائلة. عين الباردة أقدم منطقة مختصة في الشواء تعتبر عين الباردة، على بعد حوالي 40 كلم شمال مدينة ڤالمة، من أقدم وأشهر المناطق المختصة في الشواء التي ذاع صيتها في ربوع الوطن، رغم أن هذه البلدية تابعة إقليميا لولاية عنابة، إلا أن ذلك لم يمنع عائلات بكل أفرادها أن تستمتع بما تقدمه هذه المحلات من خدمات ومأكولات لذيذة، وهو الأمر الذي أنعش نشاط العديد من الشبان الذين تحولت اهتماماتهم في الفترة الأخيرة نحو المأكولات التي تجلب الزبائن، بالإضافة إلى اقتراح المشويات على المترددين على المحلات التي أصبحت تخصص قاعات مكيفة للعائلات.السيارات التي تصطف أمام المحلات على طول الشارع الرئيسي تؤكد إقبال العائلات على تغيير نمط حياتها خلال فصل الصيف، حيث تفضل الأغلبية كسر روتين البيت والمطبخ لتناول وجبة العشاء خارج المنزل. ويتم اختيار المكان المناسب حسب الخدمات المقدمة وفطنة وذكاء عون الاستقبال، وهي المهنة الجديدة التي استحدثها أصحاب المحلات الذين يختارون شبانا لتقرب وكسب ثقة الزبون لحث الزوار على اختيار المحل، مع تخصيص مكان لركن السيارة. ومباشرة بعد اختيار المكان يتقدم إليك النادل ليختار لك هو الآخر الطاولة التي يجب أن تضم عدد المقاعد حسب عدد أفراد العائلة، مع الحرص على أخذ الطلبات وتحضير الطاولة في وقت قياسي.