انتعشت في الفترة الأخيرة تجارة العديد من محلات الشواء وبيع الدجاج المحمر ببلديات العاصمة، حيث تفضل العائلات الجزائرية خلال هذا الفصل الخروج ليلا للعشاء خارج البيت، سواء هروبا من ارتفاع درجات الحرارة أو كسر الروتين ودعوة الأحباب والأصدقاء على طبق شواء ودجاج محمر توفره عدة محلات بأطباق متنوعة وبأسعار معقولة. تشهد طرقات عدة بلديات بالعاصمة اكتظاظا في السير مباشرة بعد غروب الشمس، حيث تجد السيارات متجهة لمناطق معينة اشتهرت منذ عدة سنوات بما تقدمه من أطباق للزبائن خاصة في فصل الصيف حيث يبحث الجميع على المأكولات الخفيفة، وهو الأمر الذي أنعش نشاط العديد من الشباب الذين تحولت اهتماماتهم في الفترة الأخيرة نحو المأكولات الخفيفة وبيع الدجاج المحمر، بالإضافة إلى اقتراح المشويات على المترددين على المحلات التي أصبحت تخصص قاعات مكيفة للعائلات، وهو ما استحسنه الزوار الذين ألفوا هذه المحلات ليصبحوا زبائن اعتياديين لديها. زيارتنا لمحلات الشواء ببلدية درارية جعلتنا نقف على الاهتمام الذي توليه العائلات الجزائرية لخرجاتها الليلية التي أصبحت لها نكهتها الخاصة، فهناك من يفضل الاحتفال بمناسبة معينة خارج البيت، كعيد الزواج أو الميلاد أو حتى أفراح النجاح، وهنا كان لنا لقاء مع عائلة سيدي لخضر التي اختارت أحد محلات الشواء للاحتفال بنجاح أبنائها في الدراسة، ويقول رب العائلة إن الاختيار كان للأطفال الذين حرصوا على الإكثار من الخرجات الليلة لعدة مواقع، وهو ما يعتبر لي فرصة للتقرب أكثر من أفراد العائلة فبحكم عملي لا يمكنني أن أقضي وقتا كبيرا معهم لذلك نستغل فصل الصيف للتقرب والحديث عن الانشغالات البيت. السيارات التي تصطف أمام المحلات على طول الشارع الرئيسي تؤكد إقبال العائلات العاصمية على تغيير نمط حياتها خلال فصل الصيف، حيث تفضل الأغلبية كسر روتين البيت والمطبخ لتناول وجبة العشاء خارج المنزل، ويتم اختيار المحل حسب الخدمات المقدمة وفطنة وذكاء عون الاستقبال، وهي المهنة الجديدة التي استحدثها أصحاب المحلات الذين يختارون شبابا وحتى شابات يحسنون التقرب وكسب ثقة الزبون لحث الزوار على اختيار المحل، مع تخصيص مكان لركن السيارة، ومباشرة بعد اختيار المكان يتقدم إليك النادل ليختار لك هو الآخر الطاولة التي يجب أن تضم عدد المقاعد حسب عدد أفراد العائلة، مع الحرص على أخذ الطلبات وتحضير الطاولة في وقت قياسي، وإذا كان هناك رضيع ضمن أفراد العائلة يتم تخصيص كرسي خاص به مع الاهتمام بالأطفال من خلال توفير فضاء للعب وهي المبادرة التي استحسنتها العائلات. الصورة هي نفسها ببلدية دواودة البحرية التي استطاع شبابها استغلال الطابع السياحي للبلدية لفتح مجموعة من المحلات التي تقترح خدمات متنوعة في مجال المأكولات، وهي المحلات التي تنشط طوال أيام السنة وبشكل كبير خلال نهاية الأسبوع والعطل السنوية على حد تعبير أصحاب المحلات، وما يستقطب الزوار للمنطقة هي الأطباق المقترحة التي تكون في الغالب متبوعة بالمثلجات، وهناك من يتنقل إلى المنطقة لتناول المثلجات فقط، ولذات الغرض تم تخصيص مساحات قرب المحلات في الهواء الطلق مع الحرص على فتح قاعات للعائلات فقط. وبخصوص الأسعار المقترحة فقد أكدت العديد من العائلات التي تقربنا منها أنها جد معقولة للعائلات البسيطة التي أصبحت تخصص غلافا ماليا لهذه الخرجات الليلية التي دأبت عليها، خاصة خلال فصل الصيف، وهناك من يستغل الفرصة لدعوة الأصحاب والأهل للاحتفال بمناسبة خاصة بعيدا عن روتين البيت.