سجلت ولاية سوق أهراس، مؤخرا، قفزة نوعية في عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث وصل الرقم إلى أزيد من 4600 مؤسسة تشغل حوالي من 14175 عامل، حسبما أكده مدير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار ل”الفجر”. تتوزع أغلبية هذه المؤسسات التي تعمل في مجالات الخدمات والبناء والأشغال العمومية عبر البلديات الكبرى بالولاية على سوق أهراس، سدراتة ومداوروش. وخلال الأشهر الماضية، وقصد المساهمة في دفع وتيرة التشغيل لدى الشباب، سمحت كل من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بإنشاء 55 مؤسسة جديدة وصندوق التأمين عن البطالة ب78 مؤسسة ووكالة تسيير القرض المصغر ب8 مؤسسات، وغالبية هذه المؤسسات تنشط في قطاعي النقل والخدمات. من جهة أخرى وصلت نسبة نمو هذه المؤسسات خلال السداسي الأول من العام الجاري إلى 3.13 بالمائة، علما أن عملية إنشاء أي مؤسسة تستغرق فترة 3 أشهر على الأقل، لاسيما عند دراسة الملفات من طرف البنوك، خصوصا عندما يكون التمويل يفوق 300 ألف د.ج، ما يستدعي توجيه الملف إلى الوكالات الجهوية. من ناحية أخرى نظمت ذات المديرية بالتنسيق مع المركز الجامعي بسوق أهراس دورات لشرح كيفية إنشاء مؤسسات مصغرة والمزايا التي وفرتها الدولة لمساعدة الطلبة من خلال مختلف أجهزة الدعم، وهذا من أجل تطوير ثقافة المقاولاتية لدى طلبة الجامعة وتمكينهم أكثر من التعرف على طرق إنشاء مؤسسة صغيرة وكيفية إدارتها وتمويلها. إقتراح إنشاء منطقة صناعية ببلدية مداوروش على صعيد ذي صلة، ذكر مدير الصناعات الصغيرة أن الولاية تفتقر إلى منطقة صناعية كبرى، ما أدى إلى اقتراح منطقة صناعية ببلدية مداوروش، متمنيا أن يلقى هذا الاقتراح ردا إيجابيا من المصالح المختصة، خاصة أن هذه المنطقة تتربع على حوالي 300 هكتار وقريبة من مدينة مداوروش وخط السكة الحديدية والطريق الوطني رقم 16 ولها مواصفات ومؤهلات لاحتضان هذا النوع من العقار الصناعي، مؤكدا أن مستقبل الولاية في هذا المضمار مرهون بتوفر مصانع كبرى بإمكانها خلق الثروة وامتصاص البطالة وتطوير المناولة، وذلك من خلال الشروع في إنجاز مركب تحويل الفوسفات ببلدية وادي الكبريت (70 كلم غرب سوق أهراس) والذي بإمكانه توفير أزيد من 1000 منصب شغل دائم و5 آلاف غير دائمة، فضلا عن فك العزلة عن المنطقة الجنوبية للولاية. وذكر المدير أن المؤسسة الصغيرة والمتوسطة لاتزال في وضعية “هشة” نتيجة عدم توفر المناولة في ظل غياب مؤسسات كبرى في مجالات الصناعة أو الصناعة التحويلية. كما أن ولاية سوق أهراس التي تعتبر بمثابة حوض لإنتاج الحليب بإمكانها ترقية الصناعة الغذائية من مشتقات الحليب إلى جانب تطوير الأشجار المثمرة، خاصة المقاومة للمناخ على غرار الزيتون والكرز والتين الشوكي واللوز بمناطق أولاد ادريس (الكرز) والمشروحة (الحليب) وسيدي فرج الحدودية (التين الشوكي).