نقل أستاذ إلى المستشفى مرتين متتاليتين بسبب الإضراب عن الطعام هدّد الأساتذة المتعاقدون بتصعيد الاحتجاج ونقله إلى مناطق متفرقة بالجزائر العاصمة بعد الأسبوع الرابع، حيث لا يزال هؤلاء معتصمين أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية “مصلحة المستخدمين” بالرويسو بحسين داي، وباشروا المبيت في العراء على مرأى العام والخاص متمسكين بمطالبهم حتى يتحقق الإدماج الذي يعتبرونه حقا انتزع منهم. المضربون قالوا في تصريحات ل”الفجر” أمس، “فصلنا من مناصبنا ولم يتم تعويضنا، لقد ظلمونا وحرمونا من لقمة عيشنا، لقد صدمنا، نحن باقون هنا ولن نغادر حتى ولو تطلب الأمر المكوث لمدة عام كامل حتى تسوى وضعيتنا دون قيد أو شرط، ونحن مستعدون لحفر قبورنا هنا أمام ملحقة وزارة التربية والتاريخ سيسجل هذا. مهمتنا تربية الأجيال، لماذا هذا التلاعب؟ يوجد من بيننا أرباب أسر وعائلات ومنهم من جاؤوا رفقة زوجاتهم وبينهن حوامل ومنهم من جاء مع أولاده، متحملين مشقة السفر من خارج العاصمة ولمئات الكيلومترات، اقتنوا معهم أفرشة للمبيت هنا”. “الفجر” التقت صباح أمس العديد من الأساتذة المتعاقدين المعتصمين بالرويسو، ملامحهم توحي بأنهم سئموا من هذا الوضع لكن “ليس باليد حيلة”، كما قال بعضهم. التعب ظاهر عليهم، فمنذ أيام وليال وهم ينتظرون حلول ناجعة تلجأ إليها الوزارة لإعادتهم إلى مناصبهم وتطبيق قرار الرئيس بالإدماج، كما قالوها وأعادوا تكرارها “الإدماج دون قيد أو شرط”. وأعلن الأساتذة المتعاقدون أن وزارة التربية الوطنية سارعت، صباح أول أمس، وفي حدود الساعة الخامسة والنصف عن طريق مدير المستخدمين إلى مطالبتنا بالدخول إلى مكتبه لبدء الحوار معنا، وأحسسنا أن هذا الأخير تمارس عليه ضغوطات كبيرة، “فكيف بادر إلى هذا الطرح بعدما كنا نحن نطالب بلقائه”. وخلال اللقاء قال الأساتذة المتعاقدون إن “مدير المستخدمين بوزارة التربية الوطنية، اعتبر أن المشكل في طريقه إلى الحل، والعدد 2741 ملف الخاص بالأساتذة تمت تسويته، وهذا بعد الاطلاع على تقارير الولايات، لكن ما لمسه ممثلو الأساتذة الذين حضروا اللقاء، يقول رئيس المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين، كباش محمد، الذي تم انتخابه الأربعاء المنصرم “أحسسنا بوجود تلاعب في الأرقام المعلن عنها، وبالتالي فالذين خارج الاختصاص لن يشملهم الإدماج ونحن لن نقبل بهذا. ونطالب بأن يكون الإدماج دون قيد أو شرط”، مضيفا أن “لقاء سيعقد هذا الأحد بين وزارة التربية ومديرية الوظيف العمومي لدراسة القضية والنظر فيها”. وأضاف المتحدث أن “مدير المستخدمين طالب بوقف الاعتصام وقدم وعودا بتسوية المشكل لكن دون أي وثيقة رسمية أو شيء من هذا القبيل، كما نرفض استغلالنا من طرف أية جهة كانت، نحن هنا نطالب بحقنا”، مشيرا إلى أن “أحد الزملاء أستاذ قادم من ولاية المدية تم نقله مرتين متتاليتين إلى المستشفى جراء مضاعفات صحية بسبب الإضراب عن الطعام”. وفي بيان صادر عن المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين تحوز “الفجر” نسخة منه، فيما يخص التوظيف المباشر للأساتذة المتعاقدين في حالة نشاط في المؤسسات التعليمية، قرر هؤلاء تصعيد الحركة الاحتجاجية، المطالبة بمنح تعيينات خاصة بالإدماج إلى غاية توفر المنصب دون استثناء وليس بعقد مؤقت بل حتى تسوى الوضعية نهائيا. كما ندد المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين في بيان آخر، بسياسة التماطل التي تعتمدها الوزارة الوصية في تسوية الوضعية وانتهاج سياسة التأجيل والتصريح ببعض الوعود والأرقام وسياسة الهروب إلى الأمام، وأمام هذا يطالب المحتجون بضرورة الإدماج دون قيد أو شرط.