جدد، صبيحة أمس، أزيد من 300 مواطن يقيمون بأقبية عمارات حي 8 ماي 45 ببلدية باب الزوار بالعاصمة، احتجاجهم أمام مقر ولاية الجزائر، تعبيرا عن رفضهم للوعود التي أملوها عليهم خلال الاجتماع الأخير الذي جمعهم بمستشار الوالي والذي أكد خلاله بحل المشكل، غير أنه مر أسبوعان ولم يشهدوا فيه أي تغيير، في وقت دارت فيه شائعة تقول بإدراج سكان الأقبية ضمن برنامج ترحيل سكان الأقبية والأسطح لسنة 2012 الأمر الذي أثار استياءهم ودفعهم إلى تجديد الاحتجاج للتذكير بمطالبهم. “30 سنة بركات”، “لا للتهميش”، “سكان أقبية عمارات 8 ماي 45 يطالبون بالترحيل”، “رحلونا.. كفى للمعاناة”، هي عبارات مكتوبة على اللافتات التي حملها سكان أقبية عمارات 8 ماي 45 في الساعات الأولى من صباح أمس، وظلت تردد على مسامح السلطات الولاية التي استغربت على - حد قول البعض منهم - التجمع الكبير لسكان الأقبية والذي طالبوا خلاله بمقابلة والي ولاية الجزائر وإلا سيقدمون على تصعيد الاحتجاج وقطع الطريق، خاصة وأنهم سبق وأن تحصلوا على وعد قاطع بحل المشكل، إلا أنهم لم يشهدوا أي تغيير لحد الآن. وشهد مقر الولاية في الساعات الأولى من انطلاق الاحتجاج فوضى حقيقية ما لبثت أن تحولت إلى شجار بين المتظاهرين الذين سئموا الوضع والشرطة التي حاولت تهدئتهم من خلال طمأنتهم بمقابلة الوالي، إلا أن الوعود الواهية أشعلت فتيل غضبهم وجعلتهم يصرون على مقابلة الوالي من أجل طرح قضيتهم التي طالت أزيد من 30 سنة لم تشملهم خلالها أي عملية ترحيل، في وقت وجهوا فيه مراسلات وشكاوى إلا أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار بسبب تعنت رئيس البلدية في تصغير مشكلتهم رغم حدتها، لاسيما أمام الأمراض التي أنهكت أجسادهم والرطوبة العالية التي أدت إلى إصابتهم بأمراض صدرية وتنفسية خطيرة ألزمتهم الخضوع إلى المعالجة الطبية الدائمة. وأشار هؤلاء في حديثهم إلى المعاناة التي يتكبدونها في سكنات ضيقة أجبرتهم مرارا على المبيت في حظيرة الحي من أجل تخفيف الضغط على سكناتهم غير أن هذا لم يشفع لهم لحل المشكل. موازاة مع ذلك أكد مستشار الوالي في تصريح لممثلي الحي، أنهم مدرجون ضمن برنامج 2012 غير أنهم ملزمون بالتحلي بالصبر في انتظار الموعد الذي سيحدد نهائيا يوم الأربعاء القادم خلال الاجتماع الأخير الذي يجمعهم بأعضاء الحي.