سكان بوفريزي بباب الوادي يغلقون الطريق احتجاجا على إقصائهم من الترحيل دخل، مساء أمس، سكان حي ديار الشمس ببلدية المدنية بالعاصمة، في اشتباكات عنيفة مع عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب التي حاولت إخراجهم بالقوة من السكنات التي اقتحومها بعد ترحيلهم إلى بلدية بئر توتة، ما أسفر عن تسجيل محاولات انتحار وحالات إغماء وسط العائلات التي رفضت الوضع وحاولت القيام بأحداث شغب منعتها التعزيزات الأمنية بالمنطقة. شهدت بلدية المدنية خلال اليومين الماضيين فوضى حقيقية أثارها السكان المقصون من عمليات الترحيل وكذا العائلات التي اقتحمت السكنات الشاغرة المتواجدة بذات المنطقة، لتفادي إخراجهم منها، غير أن تدخل عناصر الأمن أسفر عن تسجيل حالات إغماء ومحاولات انتحار من طرف بعض الأشخاص الذين صعدوا إلى سطح العمارة وحاولوا إشعال النيران في أجسادهم باستعمال البنزين، في حين رأى البعض الآخر في رمي أنفسهم من شرفات العمارة الحل الأنسب لإلغاء العملية. ووصف سكان حي ديار الشمس القرار بغير العادل في حقهم كعائلات عانت الأمرين في سكنات ضيقة تتكون من غرفتين، لتجد نفسها بعد استفادتها من شقق جديدة تتخبط في مشكل أكثر حدة مما سبق، خاصة وأنها لم تعد تملك البديل في ظل استفادتها من السكن الذي يحرمها من حق الاستفادة من سكن آخر ضمن أي صيغة سكنية. وطوقت عناصر الأمن العمارات من جميع المداخل لتفادي أي انزلاق أمني، خاصة وأن عائلات حي ديار الشمس كانت متأهبة لحدوث اشتباكات، غير أن الاحتجاجات لم تتصاعد إلا في ساعات متأخرة من الليل حيث شهد المكان استعمال الأسلحة البيضاء من طرف مجموعة من الشباب الذي حاولوا الدفاع عن حقهم المهضوم - على حد قولهم - في حين وجدت عائلات أخرى الحل في استعمال بعض الوسائل الخطيرة التي ساهمت وبشكل مباشر في عرقلة عملية الطرد التي استمرت لأزيد من ساعتين نظرا لردود الفعل العنيفة للعائلات المقتحمة للسكنات. من جهتنا حاولنا الاتصال بسلطات بلدية المدنية من أجل الاستفسار عن الإجراءات التي اتخذتها مصالحها، إلا أنه لا أحد رد على اتصالنا. خالدة بن تركي عشرات الجرحى من المحتجين وعناصر الأمن سكان بوفريزي بباب الوادي يغلقون الطريق احتجاجا على إقصائهم من الترحيل خلفت الاحتجاجات التي قام بها أمس سكان 14 حي بوفريزي ببلدية وادي قريش العشرات من الجرحى من المحتجين وعناصر قوات مكافحة الشغب، إثر اشتباكات دارت بين الطرفين، ناهيك عن تحطيم عدد هائل من المركبات بعين المكان. واحتدمت الاحتجاجات على مستوى الطريق الرابط بين شوفالي وتريولي، الذي أغلقه المحتجون بسبب عدم ترحيل قاطني حي 14 بوفريزي، خلال عملية الترحيل الأخيرة، بالرغم من المعاناة التي يعيشونها منذ ما يزيد عن نصف قرن، بسبب الموقع الذي يحتله الحي المشيد على ضفاف الوادي، وما يشكله هذا الموقع السكني من خطر على حياتهم، ناهيك عن التفجيرات اليومية من المحجرة وما تسببه لهم من أضرار. ورغم خروج المحتجين في مواعيد سابقة للاحتجاج بشكل سلمي وحضاري على الأوضاع السكنية القاسية التي يعيشونها، إلا أن أصواتهم لم تصل للمسؤولين وظلت مطالبهم غير مسموعة، إلى أن وقعت اشتباكات بينهم وقوات الأمن بداية الشهر الحالي، وهو ما أفضى لعقد اجتماع جمعهم مع مدير السكن لولاية العاصمة، وكان ممثل عن المحتجين انتقل أول أمس إلى مقر الدائرة الإدارية لباب الوادي لمقابلة الوالي المنتدب لكن هذا الأخير لم يستقبله، ما دفع بهم للخروج والتعبير عن غضبهم إزاء الوضع بقطع الطريق وإضرام النيران. واتهم جموع الغاضبين من حي 14 بوفريزي ببلدية وادي قريش الجهات الوصية بالتلاعب بمصيرهم، وهو ما دفع المتضررين حسبما أكد عليه عدد من المحتجين ل”الفجر”، إلى الخروج للشارع وفرض منطق العنف تنديدا بما سموه بالوعود الكاذبة من طرف المسؤولين عن قطاع السكن، حيث أصروا على مواصلة الاحتجاجات إلى غاية ترحيل جميع السكان.