تواصلت أمس، احتجاجات سكان حي ''ديار الشمس'' بالمدنية وسكان حي ''الكاريار'' بوادي قريش، وذلك بغلق الطريق أمام حركة المرور على مستوى ذات الأحياء، مستعملين في ذلك الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية تعبيرا منهم عن غضبهم تجاه المسؤولين المحليين الذين رفضوا مطالبهم المتعلقة بالترحيل، ورفضهم إعادة الإسكان في المناطق التي تم اختيارها. تخريب وتسجيل عشرات الجرحى منهم طفل في 7 من عمره بديار الشمس أدى رفض المسؤولين القائمين على رأس الدائرة الإدارية الرضوخ إلى مطالب سكان حي ديار الشمس والمتمثلة في ترحيلهم إلى السكنات الجديدة ببئر خادم بدل ترحيلهم إلى منطقة ''أولاد منديل'' ببئر توتة، إلى مقاطعة أكثر من 400 عائلة لعمليات الترحيل التي انطلقت أمس، حيث خرج السكان إلى الشارع في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، مستعملين مختلف المقذوفات كالحجارة والزجاجات الحارقة، واستمرت المواجهات إلى غاية نهار أمس، وقال السكان في حديثهم ل''النهار'' إن السلطات المعنية كانت قد وعدتهم سابقا بترحيلهم إلى منطقة ''سبالة'' أو ''عين المالحة'' وهو الشيء الذي لم يتجسد على أرض الواقع، مما أثار حفيظة السكان الذين اعتبروا أن السلطات تلاعبت بهم، وعبّر السكان عن غضبهم الشديد تجاه تصريحات الوالي الأخيرة، حيث قالوا بأن السكنات التي استلموها بمنطقة ''أولاد منديل'' لا تتوفر على أدنى شروط الحياة في ظل غياب الماء والكهرباء، بالإضافة إلى بعد المسافة عن مقرات عملهم وغياب المرافق العمومية والتهيئة حسبهم. للتذكير، فقد أدت المواجهات التي تواصلت لعدة ساعات إلى إصابة العديد من الشباب وإصابة طفل قاصر يبلغ من العمر 7 سنوات بجروح بليغة. سكان الكاريار يحولون باب الوادي إلى ''فلوجة'' ويحطمون عشرات السيارات واصل سكان حي ''الكاريار'' احتجاجهم لليوم الرابع على التوالي، حيث أغلقوا الطريق بواسطة المتاريس وأضرموا النيران في العجلات المطاطية على مستوى حي تريولي بباب الوادي. وجاء احتجاج السكان على خلفية رفض الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي مطالب السكان القاضية بتغيير موقع الترحيل من ''عين المالحة'' الواقعة بجسر قسنطينة إلى السكنات الجديدة ببني مسوس، وشهد الوضع بحي تريولي مشادات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والشباب الغاضب الذي رشق قوات الأمن بالحجارة وقارورات ''المولوتوف'' وكذا القارورات الزجاجية، حيث قابلتهم ذات القوات بالغازات المسيلة للدموع من أجل تفريقهم، إلا أن إصرار السكان على مواصلة الإحتجاج حال دون توقفها، حيث كانوا يباغتون مصالح الأمن من عدة جوانب من أعالي المنطقة، رافضين الترحيل إلى الأماكن التي حددتها المصالح المحلية، واستمر الوضع عدة ساعات، في الوقت الذي تم تسجيل عدد معتبر من الجرحى في صفوف المارة، وتعرضت العديد من السيارات إلى تحطيم زجاجها نتيجة تلقيها وابلا من الحجارة التي كان يقذفها المتظاهرون من أعالي الحي. إقصاء 30 عائلة ب''جنان حسان'' يؤزّم الوضع في وادي قريش أدى إقصاء 30 عائلة من عملية الترحيل التي مست سكان حي ''جنان حسان'' في وادي قريش إلى نشوب مواجهات عنيفة بين السكان وقوات الأمن، وجاء غضب العائلات عقب إقصائهم من طرف السلطات المحلية من الترحيل الذي مس 167 عائلة أمس خلال الحملة التي باشرتها المصالح الولائية بالعاصمة لترحيل العائلات المتضررة من أجل القضاء على السكنات الهشة، حيث شهد الحي مشادات عنيفة بعد أن قامت ذات السلطات بعملية هدم البناءات وقطع الغاز والماء على ذات السكان. مقصيون من الترحيل يحاولون الانتحار بحي بورغدة في الرغاية أقدم أمس، أحد المواطنين القاطنين بشاليهات حي بورغدة في الرغاية على محاولة انتحار بعد أن تم إقصاء عائلته من عملية الترحيل الأخيرة التي مست السكان، حيث قام ذات المواطن بتمزيق جسده مما تسبب له في جروح بليغة نقل إثرها على جناح السرعة إلى قسم الإستعجالات. وفي ذات السياق، قام مقصيون آخرون بمحاولة انتحار جماعي، حيث هددوا بتفجير قارورات الغاز احتجاجا على إقصائهم من السكن، وكشفت العائلات المقصية والبالغ عددها 30 عن أنه تم ترحيل 192 عائلة من نفس الحي، فيما تم إقصاؤهم لأسباب مجهولة. وتجدر الإشارة إلى أن العائلات المعنية يعتبرون من منكوبي زلزال ماي 2003 والقادمين من بلكور، الرويبة والرغاية، وأضاف السكان أن إقدامهم على الانتحار تعبيرا منهم عن سخطهم واستيائهم الشديدين تجاه المسؤولين المحليين الذين أقصوهم من عملية الترحيل التي انتظروها قرابة 10 سنوات. مدير السكن بالعاصمة ل''النهار'': 770 عائلة متضررة رحلت و465 عائلة أخرى رفضت العملية كشف مدير السكن بالعاصمة محمد اسماعيل أن السلطات الولائية قامت أمس بترحيل 770 عائلة متضررة، حيث بدأت العملية من منتصف ليلة أول أمس، إلى غاية 5 صباحا وتم خلالها ترحيل 600 عائلة قاطنة في الشاليهات في كل من أحياء ''ذراع قندول''، ''ميموني''، ''بورعدة''، ''بن طلحة'' إلى سكنات جديدة في كل من ''براقي''،''حمامات'' والدويرة على التوالي، وأضاف ذات المتحدث أن العملية استمرت من ال5صباحا إلى غاية 3 بعد الزوال وتم ترحيل 167 عائلة قاطنة ببناءات هشة في حي ''جنان حسان'' بوادي قريش، إلى سكنات جديدة في بني مسوس. فيما رفضت 465 عائلة عملية الترحيل وطالبت بتغيير موقع الترحيل المحدد من طرف السلطات المحلية. وفي هذا الصدد، أوضح ذات المدير أن قرارات الوالي واضحة في هذا الخصوص وأنها ستطبق بحذافيرها، كما أن كل عائلة ترفض الرحيل ستبقى بموقعها، مضيفا في السياق ذاته أن ذات المواقع ستتحول إلى مشاريع توجد قيد الدراسة.