شهد أول يوم من انطلاق أكبر هملية ترحيل بالجزائر العاصمة عدة احتجاجات بمناطق متفرقة، بحيث أقدم سكان حي ديار الكاف وبوفريزي على قطع الطريق بين باب الوادي وشوفالي باستعمال العجلات المطاطية والرشق بالحجارة، فيما اعتصم قاطنو البنايات الهشة بباب الواد أمام مقر الدائرة الإدارية تنديدا بإقصائهم من العملية، في حين رفض سكان ديار الشمس ترحيلهم إلى بئر توتة مطالبين بسكنات في قلب العاصمة. وموازاة مع ذلك جرت عملية إعادة الإسكان بحي جنان حسان والشاليهات في ظروف عادية، ومن جهتها عززت مصالح الأمن من تواجدها بمواقع الترحيل تفاديا لحدوث انزلاقات أمنية. أقدم عشرات المواطنين من حي الكاريار ببلدية وادي قريش منذ الساعات الأولى من صباح أمس على قطع الطريق بين تريولي وشوفالي وحرق العجلات المطاطية والرشق بالحجارة والاعتداء على الممتلكات العمومية بهدف عرقلة عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعين المالحة وهو ما أثار حالة من الفوضى والهلع بين سكان الحي والمناطق المجاورة. وتفاديا لانفلات الأوضاع بالمنطقة عززت مصالح الأمن من تواجد قوات مكافحة الشغب التي كثفت حضورها لمنع اتساع رقعة العنف بحيث تعاملت بمرونة مع المتظاهرين حسب ما عاينته »صوت الأحرار«، بحيث عمدت على تفريق المتظاهرين سلميا تفاديا لأي صدام معهم من شأنه أن يستفز المنتفضين تفاديا لتكرار سيناريو التوتر وأعمال العنف التي شهدتها المنطقة مؤخرا بعد الإعلان عن قوائم السكن الاجتماعي. أما سكان حي بوفريزي فقد أبدوا امتعاضهم من إقصائهم من الترحيل بالرغم من تطمينات والي الجزائر الذي أكد بأن جميع العائلات المحصاة سترحل تدريجيا فور استلام وحدات سكنية. كما ندد قاطنو البنايات الهشة بباب الوادي الذين اعتصموا أمام مقر الدائرة احتجاجا على إقصائهم من برنامج الترحيل الذي اقتصر حسبهم على سكان الأحياء الفوضوية والشعبية، وقال معظم المحتجين الذين يقطنون بعمارات 14 شارع محمد بريقة و 2 محمد أيت عمر، و 8 شارع الطاهر بن مهيدي و 6 العربي ماضي، و 2 شارع محمد أيت عمر أنهم مهددون بالموت في أي لحظة خاصة وأن جميع البنايات السالفة الذكر مصنفة في الخانة الحمراء. وفي سياق الاحتجاجات رفضت 500 عائلة من حي ديار الشمس الترحيل إلى بئر توتة بحجة أنها بعيدة عن العاصمة في ظل انعدام وسائل النقل بحيث قاطعوا العملية ورفضوا مبارحة منازلهم بعد تصعيدهم للاحتجاج ورشقهم لقوات الأمن بالحجارة مطالبين بسكنات بقلب العاصمة. وقالت مصادر مسؤولة ل »صوت الأحرار« أن ملف ديار الشمس قد طوي وعلى السكان تحمل مسؤولية رفضهم الترحيل التي يعرقلها بعض الأفراد من تجار المخدرات. وفي هذا الصدد أكد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد مقداد رابح أن السكنات المخصصة لسكان حي ديار الشمس تتوفر على جميع شروط العيش مبديا استغرابه لرفض العائلات التي كانت تعيش في شقق ضيقة الالتحاق بالسكنات الجديدة. نزلاء الشاليهات وسكان حي جنان حسان يرحّلون في ظروف عادية بالموازاة مع ذلك جرت عملية ترحيل سكان حي جنان حسان وشاليهات حي ميموني ببرج الكيفان وبورعدة برج البحري فضلا على ذراع القندول بدرقانة في ظروف جد عادية إلى سكنات لائقة ببني مسوس وعين البنيان والدراية وعين المالحة، بحيث كانت جميع الوسائل مهيأة بمناطق نقل واستقبال العائلات أين تمت في أحسن الظروف وسط تعزيزات أمنية وتوفر الوسائل المادية والبشرية. وستستفيد 3245 عائلة من العاصمة من سكنات لائقة على مستوى عدة بلديات بالولاية خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 9 سبتمبر في إطار القضاء على السكنات الهشة طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية. وتمس هذه العملية التي تعد الأولى من نوعها خلال السنة الجارية 630 عائلة من سكان الشاليهات و 1997 عائلة من سكان العمارات الهشة بالأحياء الشعبية وكذا 618 عائلة من الأحياء القصديرية. وكانت ولاية الجزائر وفي إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية القاضي بإزالة السكنات الهشة قامت بترحيل أكثر من 10 آلاف عائلة من قاطني البيوت القصديرية والبيوت الهشة والشاليهات وهذا خلال أكبر عملية ترحيل عرفتها العاصمة منذ الاستقلال. وقد برمجت مصالح ولاية الجزائر على مدار السنة الجارية 24 عملية إعادة إسكان منذ 14 مارس 2010 إلى غاية 28 ديسمبر من نفس السنة مست في مجملها 10036 عائلة تم ترحيلها إلى شقق لائقة تتشكل من غرفتين و3 غرف.