انتقد أمس السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين “الاستعانة بالكاتب الفرنسي بنجامين ستورا لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية”. وقال عبادو “كيف لبلد بحجم الجزائر بإمكانياته المادية والبشرية ليس بإمكانه تجنيد باحثيه للقيام بهذه المهمة لتتم الاستعانة بكاتب فرنسي ذي أصول يهودية للحديث عن هذا الملف الحساس”. واغتنم السعيد عبادو تنظيم الندوة حول تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية للتطرق إلى موضوع كتابة تاريخ ثورة التحرير الوطنية، وقال إن “البحث في تاريخ الثورة مهمة أساتذة التاريخ الجزائريين وليس الأجانب”، ليعرج بعدها على البرلمان الذي نال نصيبه من الانتقادات، حيث قال إن “هذا البرلمان لم تكن له الشجاعة الكافية للرد على قانون تمجيد الاستعمار الذي صادقت عليه الجمعية الفرنسية”. وقد تحولت هذه الندوة التي حضرتها بعض الشخصيات التاريخية ومسؤولو مؤسسات رسمية واحتضنتها قاعة المحاضرات لنادي المجاهد، إلى ميدان للاحتجاج، حيث عبر عدد من مجاهدي العاصمة عن استيائهم من الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعانون منها، فراح بعضهم يقاطع المتدخلين ويردد عبارات مطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية على حد قول البعض منهم “سئمنا من الروايات حول تاريخ الجزائر نريد عيشا كريما وحياة كريمة”. أما بخصوص أشغال الندوة حول تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، فقد أكد المشاركون أن تأسيس هذه الحكومة شكل “منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية المظفرة”، حيث قال إبراهيم عباس ممثل وزير المجاهدين أن تشكيل الحكومة المؤقتة يمثل “منعرجا من المنعرجات الحاسمة” في مسار الثورة التحريرية المظفرة، مشيرا إلى أن هذه المحطة التاريخية “أعلنت بداية نهاية ليل الاستعمار الفرنسي للجزائر”. وأضاف أن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية “طمأن أصدقاء الثورة التحريرية على أنها على الدرب السليم وعلى أن الجزائر على أبواب الحرية والاستقلال التي دفعت من أجلهما الملايين من الشهداء منذ بداية الاستعمار الفرنسي في 1830”. من جانبه قدم الأستاذ الجامعي عبد القادر خليل نبذة مختصرة عن نشاطات الحكومة المؤقتة منذ تأسيسها في 19 سبتمبر 1958 وأكد في هذا الإطار أن الحكومة المؤقتة حملت على عاتقها ملف الدبلوماسية للتعريف بالقضية الجزائرية وكسب تضامن ومساندة الرأي العام الدولي لها من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية، لاسيما منها الإفريقية والعربية والقيام بزيارات إلى دول شقيقة ومتعاطفة مع الثورة الجزائرية.