امتد هاجس الهجرة غير الشرعية من مناطق الجهات الشرقية والغربية للوطن إلى الولايات الوسطى، حيث علمت “الفجر” في هذا الإطار من مصادر موثوقة عن فرار جماعي ل40 شابا مؤخرا ينحدرون من مختلف بلديات تيزي وزو الذي، فضلوا الهجرة السرية لبلوغ سواحل جزيرة سردينيا الإيطالية وكذا أليكانت الإسبانية على متن مركبين صغيرين. أضافت ذات المصادر أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة كانوا قد أبحروا ليلا على متن قاربين تقليديي الصنع. ويكون هؤلاء الحراڤة، حسب ذات المصادر، قد دفعوا مبالغ مالية تصل إلى 30 مليون سنتيم عن كل واحد، في حين دفع شباب العائلات المعوزة مبلغ 8 ملايين سنتيم لشراء تذكرة الموت. وقالت مصادر عليمة إن أغلب الحراڤة من عائلات ميسورة، في حين يعاني آخرون منهم من البطالة وقلة فرص العمل. وتشير المعطيات الأولية التي تحصلت عليها “الفجر” إلى أن هؤلاء الشباب وقعوا في مصيدة شبكة مختصة في تنظيم رحلات الموت؛ حيث امتد نشاطها إلى غاية سواحل دلس بولاية بومرداس وبجاية، خاصة وأن هؤلاء الحراڤة يفضلون الإبحار ليلا بتنظيم رؤوس مدبرة لتهجير الشباب، لاسيما نحو الضفة الشمالية للمتوسط. هذا ولم تظهر أي أخبار عن الحراڤة منذ التحاقهم بإسبانيا وإيطاليا منذ قرابة الشهر، إلا أن مصادر حذرت من استفحال الظاهرة عبر بلديات تيزي وزو لاسيما النائية منها وحتى الداخلية، حيث تم ضبط اتصالات مع هؤلاء وشباب آخرين خاصة عبر الشبكة العنكبوتية بهدف تحريضهم على الحرڤة. يحدث هذا في الوقت تقام فيه مراكز لحجز المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الجزائر في ميناء ألميريا الإسبانية بعد أن عرفت شواطئها مؤخرا توافدا كبيرا للمهاجرين السريين الراغبين في التسلل إلى الأندلس، لاسيما وأن أغلب الجزائريين يطالبون هنالك باللجوء السياسي وهو ما اعتبرته سلطات إسبانيا، حسب ذات المصادر بالمراوغة وتجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن أبحر 17 شابا منذ أزيد من أربع سنوات باتجاه سردينيا الإيطالية، انطلاقا من ميناء تيغزيرت والذين استقروا هناك.