دعت الولاياتالمتحدة جميع الأطراف في اليمن إلى ضبط النفس بعدما أسفرت مصادمات أخيرة بين متظاهرين وقوات أمن موالية للرئيس علي عبد الله صالح عن مقتل العشرات في غضون يومين. وقالت السفارة الأمريكية في صنعاء في بيان إن واشنطن تأمل أن يشهد اليمن انتقالا سلميا للسلطة وأن يتم توقيع المبادرة الخليجية في غضون أسبوع. وفي نيويورك، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن قلق بلاده إزاء العنف الذي يشهده اليمن. وقال بعد وصوله للمشاركة في أعمال الجمعية العامة ”أشعر بقلق بالغ إزاء آخر الأنباء الواردة من اليمن. إن الموقف بالطبع مضطرب منذ فترة طويلة. لكن اندلاع العنف بهذه الكثافة يصيب بالقلق. ندعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف والتوصل إلى اتفاق بشأن نقل السلطة في اليمن”. من جهة أخرى، قال مندوب السعودية في الأممالمتحدة الإثنين إن على جميع الأطراف في اليمن مواصلة العمل على تنفيذ خطة مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة في اليمن، غير أنه لمح إلى إمكانية إدخال تعديلات عليها. وقال السفير السعودي عبد الله المعلمي لوكالة رويترز إن بلاده تأسف لتصاعد العنف في اليمن وأنه يأمل حدوث انفراج لإحياء مبادرة السلام التي تتوسط فيها دول الخليج العربية. وفي صنعاء، قال شهود عيان إن متظاهرين اثنين قتلا وأصيب خمسة على الأقل في اليمن عندما سقط صاروخان على مخيم للمتظاهرين في صنعاء. وكان أكثر من 50 قتيلا سقطوا عندما استخدمت قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح العنف ضد المتظاهرين. يأتي هذا في وقت تباينت ردود فعل المعارضة والنظام اليمني بشأن زيارة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى صنعاء. إلى ذلك، رصدت منظمة الإغاثة الدولية ”أوكسفام” وجود أسر في كل أنحاء اليمن، ”تحتاج في شكل ملحّ إلى مساعدات، نظراً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص في الوقود الذي يدفع بهم إلى الانهيار”. وأشارت في تقرير صدر أمس، إلى أن ”ثلث الشعب اليمني (7.5 مليون شخص)، يعاني حالياً من نقص في الغذاء”. وحذّر معدّ التقرير أشلي كليمنتس، من ”كارثة”، مشدداً على أن ”الوقت حان لوقف المد الذي يجرف نحو هذه الكارثة”. وأظهر استطلاع جديد ل”أوكسفام” في محافظة الحديدة غرب البلاد، أن ”نحو ثلثي الفقراء (64 في المئة) من الذين شملهم الاستطلاع، تخلوا عن إحدى وجبات الطعام اليومية، وأن الخُمس (19 في المئة) سحب أطفاله من المدارس ليدخلوا إلى سوق العمل لمساعدة الأهالي على البقاء. كما تعتمد عائلات كثيرة على نظام غذائي مكون من الخبز والرز فقط”. ودعت المانحين إلى اللقاء خلال منتدى أصدقاء اليمن، تشمل دولاً مؤثرة غربية وخليجية، لتنسيق مساعدات مالية فورية لليمنيين.