دخلت الاحتجاجات في مدينة تعز اليمنية يومها الرابع، أمس الأربعاء، حيث انطلق عشرات الآلاف من عدة اتجاهات بما في ذلك من خارج ساحة الاعتصام للمطالبة بإسقاط النظام، باتجاه مبنى المحافظة في وسط المدينة، وسط مؤشرات على احتمال تجدد المواجهات بين المتظاهرين وأنصار الرئيس علي عبد الله صالح، والتي أدت لسقوط 17 قتيلاً منذ الإثنين الماضي. وذكر شهود عيان ومصادر أمنية أن شخصاً واحداً على الأقل قُتل، فيما أصيب ثلاثون آخرون بجروح الليلة قبل الماضية في تجدد المواجهات مع الشرطة في المدينة. وحذر المعتصمين في المدينة من حشود أمنية تستعد لاقتحام ساحة الحرية. ويأتي التحذير بعد إصابة أكثر من مئة شخص في هجوم شنته عناصر موالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المحتجين في المدينة الثلاثاء. من جانبه، قال حيدر أبو بكر العطاس رئيس الوزراء اليمني الأسبق في حديث ل"العربية" إن الرئيس علي عبد الله صالح سوف ينسحب. وأضاف العطاس خلال المقابلة أن على الرئيس صالح إذا كان يريد أن يخرج بكرامة وشرف فلديه فرصة أن يخرج الآن خروجاً آمناً دون أن يسِلك الطريق الوعر الذي سلكه القذافي في ليبيا. من جانبها، دانت الولاياتالمتحدة ما وصفته بأعمال العنف الحكومية ضد متظاهرين في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، وحذرت الرئيس علي عبد الله صالح شخصياً بالاسم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن "الولاياتالمتحدة تدين بشدة استعمال القوة من قبل القوات الحكومية اليمنية ضد متظاهرين في صنعاء وتعز والحديدة خلال الأيام الماضية". وأضاف "يحق لليمنيين التظاهر سلمياً، ونذكِّر الرئيس علي عبد الله صالح أن من مسؤوليته تأمين الأمن لليمنيين الذين يمارسون حقاً يضمنه القانون الدولي في التعبير عن آرائهم السياسية". ودعا المتحدث أيضاً حكومة صنعاء إلى "إجراء تحقيقات كاملة حول هذه الأحداث" ومحاسبة المسؤولين عنها على أعمالهم. كما أدانت بريطانيا ما وصفته ب"العنف الأعمى" الذي تمارسه قوات الأمن اليمنية بحق المتظاهرين في اليمن، ودعت إلى إجراء إصلاحات سريعة وإجراء انتخابات حرة. وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان عن "صدمته للمعلومات التي تحدثت عن قتلى وجرحى جدد في اليمن" منذ 48 ساعة. وجاء في البيان أن هيغ "أدان أعمال العنف الأعمى الذي تمارسه قوات الأمن اليمنية ضد المتظاهرين في تعز والحديدة وصنعاء"، وألح على الرئيس علي عبد الله صالح كي "يفي بوعوده بضبط النفس في استعمال قوات الأمن". وتعتبر لندن أنه يتوجب على السلطات اليمنية "التحرك بأقصى سرعة للتجاوب مع المطالب المشروعة للتغيير السياسي في البلاد وإجراء إصلاحات ضرورية". وأوضح البيان أن "عملية انتقالية طويلة" قد "تزيد من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتؤدي إلى أعمال عنف جديدة لا طائل منها".