استعرض رئيس أمن ولاية المسيلة، العميد محمد بوباطة، خلال تنشيطه لندوة صحفية الخميس الماضي، كرونولوجيا الأحداث التي شهدها مصنع القال بولوس للألمنيوم بداية الأسبوع الماضي بين عدد من العمال المضربين والمستثمر صاحب المصنع ومن معه. أوضح العميد بوباطة أن مصالحه تلقت مراسلة رسمية من طرف الولاية، تشير إلى أن المستثمر الأجنبي وشريكه سيحلان بالولاية يوم 18 من الشهر الجاري؛ حيث اتخذت جميع الإجراءات لتأمين الضيف، مشيرا في هذا الصدد الى أن المراسلة لم تتضمن شيئا آخر، وعليه، يضيف المتحدث “كنا في انتظار المعنيين طيلة ذلك اليوم غير أنهما لم يحضرا إلى غاية الساعة التاسعة والنصف ليلا، حيث تلقت مصالحنا نداء استغاثة من شريك المستثمر يطلب الحماية، ويؤكد أنه تعرض والمستثمر الأجنبي ونجله لاعتداء من العمال المعتصمين بالمصنع”. ويقول العميد إنه تنقل شخصيا برفقة قوة معتبرة من رجال الشرطة إلى عين المكان بالمنطقة الصناعية وتدخلنا بحزم بعدما وجدنا اشتباكا بين الطرفين ويضيف في هذا الصدد أنه تم العثور على عامل مصاب بجروح وملقى على الأرض وآخر مقيد بإحكام برافعة بضاعة؛ حيث تمت السيطرة على الوضع والتحكم في المشادات التي دارت بين العمال ومجموعة المستثمر داخل المصنع، في حين قامت مجموعة أخرى من أفراد الشرطة بالسيطرة على الباب الرئيسي وكل محيط المصنع لتأمينه والتحكم في الوضع خاصة أن نداء استغاثة وجهه العمال لباقي زملائهم للحضور الفوري إلى المصنع كان ينذر بحدوث كارثة حقيقية لان المجموعة التي قدمت مع المستثمر كانت أكثر عددا من العمال المتواجدين بالمصنع حيث أحصت مصالحه 15 سيارة تشكل الوفد الذي جيء به من العاصمة رفقة المستثمر وأضاف ذات المسؤول أنه تم التحكم في الوضع الذي كان مرشحا لانزلاقات خطيرة كانت تجهل عواقبها لان كل سكان عاصمة الولاية سمعوا بحادثة الاعتداء على العمال المعتصمين بالمصنع من طرف مجموعة كبيرة من الأشخاص جاؤوا مع المستثمر من العاصمة ولولا، يضيف، تطويق المكان والتحكم في الوضع داخل وخارج المصنع لحدث ما لم يخطر ببال. وأشار ذات المتحدث الى أنه لما تم التحكم في الوضع جيدا بقي المستثمر ومن معه داخل المصنع وفي تلك اللحظة وصلته نداءات عديدة من رؤساء جمعيات الأحياء والمجتمع المدني تشعره بضرورة مغادرته ومن معه المكان لان كل سكان عاصمة الولاية أحسوا بأن مواطنيهم تعرضوا للحڤرة، مشددين على مطلبهم لتفادي أي انزلاقات خطيرة إذا بقي الى غاية صباح اليوم الموالي وهنا أكد أن محيط المصنع بدا في تلك اللحظات يعج بعشرات المواطنين الذين هبوا إلى عين المكان؛ حيث أضاف في هذا الصدد أنه طلب من المستثمر مغادرة المصنع بسبب الوضع المشحون إلا أنه رفض في البداية قبل أن يطلب ذلك في حدود الساعة الثالثة صباحا، حيث غادر المكان ومن معه بسلام. وحول ما إذا حجزت مصالحه أسلحة نارية أو بيضاء أو وسائل أخرى استعملت في المشادات، أكد ذات المتحدث أن المصنع في حد ذاته غير مؤمن؛ حيث تنتشر به كل الوسائل القابلة للاستعمال في الاعتداء وأن مصالحه لم تشاهد سيوفا أو أسلحة نارية أو بيضاء وأن جميع مصالحه كانت تسهر على تأمين الطرفين وتمنع من وصولهما إلى بعض. وحول الحادثة التي وقعت في اليوم الموالي، أشار ذات المسؤول إلى أن عشرات من العمال تنقلوا إلى مقر المجلس الشعبي الولائي لتبليغ استنكارهم للمنتخبين والمسؤولين حول الاعتداء الذي تعرضوا له؛ حيث تجمعوا أمام المقر المذكور ينتظرون تبليغ شكواهم وفي تلك اللحظة لمحوا المستثمر يقود سيارة رباعية الدفع بالقرب منهم فهاجموه.. ويؤكد محدثنا أن مصالحه تدخلت بقوة ومنعت عشرات العمال من اللحاق به حيث تمكن من مغادرة تراب الولاية دون أن تطاله أيادي الغضب. وحول سؤال يتعلق بعدد المصابين في هذه الأحداث أشار ذات المسؤول إلى أنه تم تسجيل 8 مصابين من العمال بجروح بسيطة بالإضافة إلى عون أمن مختتما بأن التحقيقات القضائية متواصلة للكشف عن كل ملابسات القضية.