شهدت، ليلة أول أمس، المنطقة الصناعية بولاية المسيلة، أحداث شغب بين عدد من العمال المحتجين المعتصمين والمستثمر صاحب مصنع “القال للألمنيوم”، حيث أدى التصادم بين الأطراف المتصارعة إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وحسب بعض العمال الذين كانوا بعين المكان، فإن المستثمر حضر رفقة ما يقارب 70 شخصا جاؤوا من العاصمة مدججين بالأسلحة البيضاء وقارورات الغاز المسيل للدموع، وانهالوا على المحتجين بالضرب المبرح. وأضاف محدثونا أن شقيق المستثمر هددهم بالقتل بعد إشهاره لسلاح ناري، ما أدخل الرعب بين صفوفهم، حيث أصيب ثلاثة عمال بجروح مختلفة وأضرار نفسية، غير أن تدخل مصالح الأمن في الوقت المحدد حال دون وقوع ما لا يحمد عقباه. واستمرت في اليوم الموالي حالة الاحتقان، حيث تنقل عدد من العمال الى مقر الولاية، بعدما بلغ الى مسامعهم وصول لجنة من رئاسة الجمهورية لدراسة مطالبهم التي رفعوها منذ أشهر. ويضيف عدد من العمال أنهم تفاجؤوا بخروج سيارة رباعية الدفع من الجهة المقابلة للمدخل الرئيسي لمقر الولاية وكان يقودها المستثمر صاحب المصنع الذي وجه لهم كما قالوا إشارة استفزازية جعلتهم يهاجمونه من كل جهة ما أدى به إلى الهرب سيرا إلى الخلف على متن ذات السيارة حيث لاذ بالفرار، حسب رواية العمال المحتجين الذين لم يترددوا في غلق الشارع المحاذي لمقر الولاية بالحجارة وأعمدة الرايات، كما حطموا بعض إشارات المرور ما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك والأمن التي طوقت المكان واحتلت الشارع المقابل بالمدخل الرئيسي لمقر الولاية، دون توقيفها لأي من المحتجين. من جهته، أوضح فريد دكار، مسير مصنع “القال للألومنيوم” وشريك المستثمر الأجنبي، أنه حل أول أمس بالمسيلة رفقة شريكه الأردني ونجله وخبراء وفنيين من أجل فتح المصنع وإعادة تشغيله وذلك بعلم السلطات المحلية التي فرحت كثيرا بعودة نشاط المصنع المتوقف منذ قربة 5 أشهر، وأضاف ذات المتحدث أنه بمجرد وصولهم تفاجأ بوجود حوالي 30 عاملا أمام المصنع هاجموا الضيوف باستعمال الهراوات والسيوف مشيرا إلى الحالة النفسية السيئة التي يتواجد فيها شريكه الأجنبي والفنيين الذين أصيبوا بالذعر لهول الصدمة، وأضاف أن المعتدين من العمال قاموا بتحطيم ثلاث سيارات تابعة للمصنع، كما فند ذات المتحدث كلام من وصفهم باللصوص حول جلبه لغرباء من العاصمة، وقال إن مرافقيه كانوا بعض الفنيين والخبراء الذين جاؤوا للإشراف على انطلاقة المصنع، مضيفا أن أسماءهم موجودة عند مصالح الشرطة وأغلبهم يعملون بالشركة الأم “ساتال”، أما بخصوص حادث أمس، فأكد دكار أنه تنقل رفقة شريكه الأجنبي ونجله إلى مجلس قضاء المسيلة لتقديم شكوى حول أحداث الشغب، وعند خروجه وجد زحمة سير على الطريق المقابل لمقر الولاية ليتفاجأ بتهجم مجموعة من المواطنين على سيارته، حيث قام أحدهم بفتح الباب ما جعله يضطر إلى الهروب، معترفا بإصابته لسيارتين. جدير بالذكر أن عمال المصنع المذكور أقدموا على غلق المصنع منذ ما يقارب 5 أشهر، مطالبين بإيفاد لجنة وزارية للتحقيق في كيفية بيع المصنع لمستثمر أجنبي وشريكه الجزائري، ورفعوا جملة من المطالب المهنية، حيث قاموا بعدة احتجاجات ثم دخل بعضهم في إضراب عن الطعام.