دعت هيئة الحوار الوطني السوري في بيانها الختامي الصادر، أمس، إلى ضرورة مواصلة جلسات الحوار، والتسامح ورد الاعتداء على الأشخاص والدعوة إلى الإفراج عن كل من المعتقلين الذين لم يثبت إداناتهم في جرائم تخريب وقتل، مشيرة إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد الصحيح لإنهاء الأزمة في سوريا التي دخلت شهرها الثالث معارضون سوريون ل”الفجر”: ”الخيار الأمني يجهض كل الحلول السياسية في مقدمتها الحوار” لم تتقدم هيئة الحوار الوطني السوري أي خطة نحو عودة الهدوء إلى مدن سوريا التي تصر فيها المعارضة على مقاطعة النظام السوري وتطالبه بالرحيل، واتهمت هيئة الحوار الوطني التي قاطعتها المعارضة السورية، جهات خارجية بالتحريض ضد أمن واستقرار سوريا، وقال البيان الختامي للهيئة: ”نؤكد على رفض التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية”. ولم يحظ البيان الختامي الذي أعدته هيئة الإشراف على الحوار بأي تأييد يذكر من المشاركين في ”اللقاء التشاوري”، وتنوعت توصيفاته ب”المحبط” و”المخيب” و”غير المقبول”. وأدانت فرنسا النظام السوري مجددا، وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيرون، أمس، في مقابلة مع محطة إذاعة ”أوروبا”: ”الرئيس السوري بشار الأسد تجاوز الحد. صمت مجلس الأمن الدولي على سوريا أصبح أمرا غير محتمل”.وأوضح فايون أن الحملة التي تقوم بها باريس من أجل إدانة الأسد في مجلس الأمن الدولي لا تزال تصطدم بموقف الصين وروسيا الرافضان تبني قرار للأمم المتحدة. وقال فيون: ”أخفقنا في التحدث صراحة ضد القمع العنيف للاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الذي أصبح ”أمرا غير محتمل وغير مقبول”. وأردف قائلا ”إننا نحاول بشكل خاص إقناع الروس أنه من غير المقبول أن يترك مجلس الأمن ما يجرى في سوريا يحدث دون رد فعل”. وجاء هذا الانتقاد الجديد بعد زيادة جديدة في التوترات، أمس الأول، بشأن هجوم شنه موالون للأسد على سفارتي الولاياتالمتحدةوفرنسا في دمشق. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أن الأسد فقد شرعيته وهو ليس ”شخصا لا يمكن الاستغناء عنه. وأدانت كلينتون الهجمات السورية وقالت أن واشنطن لا تعتقد أن الأسد سينفذ وعوده بالإصلاح في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة والمناهضة لحكمه، كما أدانت بريطانيا الهجمات التي تعرضت لها سفارة فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية في سوريا. واستنكرت سوريا، بيان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي قالت فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته وليس شخصا ”لا يمكن الاستغناء عنه”. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء ”الجمهورية العربية السورية تستنكر بقوة التصريحات التي أدلت بها بالأمس وزيرة الخارجية الأمريكية” مضيفة ”هذه التصريحات هي فعل تحريضي هادف لاستمرار التأزم الداخلي. وتعليقا على الأوضاع في سوريا، أوضح عدد من المعارضين السوريين في تصريحات ل”الفجر”، أن جلسات الحوار التي دعا إلى نظام واختتم أمس بلا قرارات، سيظل يواجه الفشل ما دام النظام قرر المواصلة في الخيار العسكري والأمني لحل الأزمة. وقالت الناشطة والمعارضة مرح البقاعي: ”لا حوار في ظل الاعتقال ومحاصرة المدن بالدبابات وانتشار اللاجئين السوريين في دول الجوار هروباً من اجتياح الأمن للمدن والقرى واعتقال شبابها دون تهم موجهة إليهم. عدد المعتقلين منذ اندلاع الثورة السورية الماجدة في 15 مارس الفائت أصبح ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل هذا التاريخ، وعدد شهداء الثورة تجاوز 1500 شهيد”. مدينة حماة لا تزال مطوقة بالدبابات وأهالي البلد أغلقوا الشوارع بالحجارة والحديد والأشجار لمنع الجيش من اقتحام المدينة هو المشهد هناك يعيد الذاكرة إلى سنة 1982 عندما قرر النظام السوري وقتها قصف المدينة بالطائرات”. وأوضحت الدكتورة والمعارضة السورية مهجة قحف المحرومة من العودة إلى سوريا منذ 40 سنة، أن أكبر دليل على فشل النظام السوري هو إجراؤه للحوار مع نفسه في ظل مقاطعة صوت الشارع له، وقالت مهجة :” ما يدور في المشهد السياسي الداخلي في سوريا يشبه اللعبة بينما الثورة الحقيقية مستمرة في الشارع”. من جهته، النظام السوري يواصل مسيرة الحجب الإعلامي والتكتم، بينما تواصل عدسات الموبايل نقل مشاهد التعذيب والقمع الذي يمارسه أفراد من الجيش السوري في حق الشعب والمعارضة السورية.