أكد ألان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، أمس، أن فرنسا تضغط من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على سوريا ويندد باستخدام العنف ضد المدنيين هناك الخبير الأمريكي ويبستر تاربلي ل "الفجر": "نجاح الناتو في ليبيا أكسبه شرعية وهو يستعد للقيام بمهام مماثلة في سوريا تأتي تصريحات جوبيه في وقت تؤكد فيه الصور المسربة من المشهد السوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الأزمة الأمنية في سوريا بلغت أعلى مستوى لها، وأن هوة الخلاف اتسعت إلى حد كبير بين النظام والشارع السوري الذي يواصل الاستجابة لدعوات تنسيقيات المعارضة السورية بالخروج في مسيرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد و آليته العسكرية. وقال جوبيه في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء العالمية إن فرنسا ستطور اتصالاتها بالمعارضة في سوريا، وأضاف في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس: "هدفنا هو الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي يندد باستخدام العنف ضد المدنيين ويضع نظاما للعقوبات". وطردت السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية بعد تفجر الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في الشوارع في مارس وهو ما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من سوريا، التي تشير إلى أن مئات الآلاف من السوريين خرجوا عقب صلاة الجمعة أمس في مسيرات ضد نظام الأسد جابت شوارع العديد من المحافظات السورية، رافعين شعار "الموت ولا المذلة" بعد كشف إعلان المحامي العام لمحافظة حماة السورية استقالته من منصبه احتجاجا على حملة قمع الاحتجاجات، نافيا ما قالته السلطات من أن مجموعة مسلحة خطفته، مشيرا إلى أن دوافعه الحقيقية لتقديم الاستقالة هي اكتشافه مقتل 72 سجينا على يد قوات الأمن السوري الذي قال عنه المحامي العام إنه يرتكب جرائم إبادة جماعية في حق الشعب السوري. ومن جهتها، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على حظر واردات النفط السوري في خطوة لتشديد الضغوط الاقتصادية بعدما منعت الأوروبيين من إقامة علاقات تجارية مع عشرات المسؤولين السوريين والمؤسسات الحكومية والشركات التي لها علاقة بالجيش السوري الذي يشن الحملة ضد المعارضين، لكن لم يبد أن للإجراءات تأثير كبير على سياسة الأسد. كما حثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الاتحاد الأوروبي ودولا أخرى على فرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قائلة: "إن هناك حاجة إلى مزيد من الضغط لإجباره على التنحي استجابة لاحتجاجات شعبية مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر". وتعليقا منه على تطورات الأوضاع في سوريا، قال الخبير الأمريكي، ويبستر تاربلي، إن المشهد في سوريا غامض ومعقد، خصوصا وأن هناك حمالات إعلامية تصور الأوضاع في سوريا على أنها إبادة جماعية ممنهجة تقوم بها آلية النظام السوري الذي يعاب عليه منع وسائل الإعلام العالمية من ممارسة مهامها من داخل سوريا بكل حرية. وقال ويبستر في تصريحات "مقتضبة" ل "الفجر" :"إذا كان هناك ما يملكه نظام الأسد من حجج تبرئه من تهمة التآمر ضد شعبه فلا أعتقد أن أمامه خيار غير فتح المجال أمام وكالات الأنباء العالمية وأن يؤمن لهم نقل الحقيقة من داخل سوريا" وأضاف في معرض تعليقه على الضغوطات الدولية: "يبدو أن اتفاقا دوليا بقيادة فرنسا يمهد لأن يقوم حلف الناتو بمهام مماثلة كتلك التي قام بها في ليبيا بحجة حماية المدنيين، ولا أعتقد أن هذه الخطوة أصبحت بعيدة خصوصا بعدما نجح الناتو في إسقاط نظام القذافي وبمجرد ما يتفرغ من ليبيا ستكون أمامه مهمة مماثلة في سوريا". وأوضح الكاتب والصحفي الأمريكي: "حتى روسيا التي كانت تعارض أي تدخل في الشأن السوري بدأت تتجه نحو مواقف أكثر صرامة ضد نظام الأسد وخيارات الأسد يبدو أنها ضعيفة جدا بعدما تخلت عنه تركيا الطامحة للعب دور إستراتيجي في المنطقة".