علمت “الفجر” من مصادر دبلوماسية ليبية بواشنطن، أن وفدا رسميا من المجلس الانتقالي الليبي، سيحل بالجزائر الأسبوع المقبل، لمناقشة العديد من الملفات في مقدمتها العلاقات والتعاون الثنائي بين الجزائر وليبيا مابعد نظام معمر القذافي، إيمانا من السلطات الليبية الجديدة أن مستقبل هذه الأخيرة لا يمكن أن يكون بعيدا عن الجزائر. وقالت ذات المصادر إن زيارة ممثلين عن كل أطياف المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر، ولقائها بمختلف المسؤولين الجزائريين ستكون خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل، لمناقشة العديد من الملفات في مقدمتها ملف العلاقات الثنائية بين الجزائر وليبيا مابعد مرحلة أمعمر القذافي. وفي هذا السياق، يجري المجلس الذي يرأسه عبد الجليل ترتيبات للإعلان عن سفير ليبيا الجديد بالجزائر، كما يتطرق الوفد الليبي الذي وصفه المصدر بالرفيع إلى الأوضاع الأمنية بليبيا وتداعياتها على المنطقة، خاصة وأن الجزائر كانت سباقة إلى إثارة هذه المسألة بأدلة ومعطيات منها تمكن قوات الجيش الشعبي الوطني بالحدود من حجز كميات من الأسلحة والذخيرة مهربة من مخازن الأسلحة للعقيد القذافي منذ البدايات الأولى للأزمة الليبية. وتأتي هذه الزيارة أيضا بعد أيام فقط من اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي الليبي فيما لاتزال الجزائر تتمسك بضرورة إنشاء المجلس لحكومة تمثيلية لجميع الفئات الليبية. وتأتي هذه الخطوة التي بادر إليها المجلس الانتقالي الليبي بعد سلسلة من اللقاءات غير الرسمية مع قياداته بوزير الخارجية مراد مدلسي على هامش أشغال الجمعية العامة 66 للأمم المتحدة وقبلها قمة باريس بفرنسا وارتياح ليبي لتطمينات قدمتها الجزائر بخصوص أفراد عائلة القذافي المقيمة بالجزائر لظروف إنسانية. وبهذا يتأكد رسميا أن مستقبل ليبيا لا يمكن أن يكون بعيدا عن الجزائر رغم المحاولات الفرنسية والبريطانية والقطرية التي كانت تسعى في الاتجاه المعاكس، خاصة وأن السفير الليبي بالأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، كان قد عبر صراحة أن السلطات الليبية الجديدة ستطرق باب الجزائر أولا إذا ما احتاجات لأي مساعدة دولية.