أفادت مصادر دبلوماسية أمس ل”البلاد” بأن وفدا من المجلس الانتقالي الليبي سيزور الجزائر في الفاتح من شهر أكتوبر المقبل، من أجل التباحث حول العلاقات المستقبلية والمواضيع العالقة بين البلدين خاصة ما تعلق بتواجد عدد من الليبيين المطلوبين بالأراضي الجزائرية· ولم تستبعد المصادر ذاتها تناول موضوع تواجد عائلة القذافي بالجزائر واحتمال التفاوض مستقبلا حول مسألة تسليمهم للحكومة الليبية المرتقب تشكيلها بعد استكمال العمليات العسكرية في سرت وبني وليد· وتأتي زيارة ممثلي المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر التي ستكون الأولى بعد اعتراف الجزائر بالمجلس، عقب اتفاق وزير الخارجية مراد مدلسي مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، محمود جبريل، حول فتح قنوات تواصل رسمية، وجاء ذلك في نيويورك الثلاثاء الماضي على هامش الجمعية العامة ال66 للأمم المتحدة· وقال مدلسي إن الجزائر تؤكد من جديد عزمها ”فورا” على العمل مع السلطات الليبية الجديدة· وناقش الرجلان إمكانية التعاون في مراقبة الحدود، كما استفسر جبريل من مدلسي عن الوضعية القانونية لأفراد عائلة القذافي الذين لجأوا إلى الجزائر · وجاء لقاء مدلسي بجبريل متزامناً مع تصريح للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، عمار بيلاني، هدد فيه بطرد عائلة القذافي في حال تكرار تعاطي أحدهم مع وسائل الإعلام الدولية أو المحلية· وقال بيلاني إنه يجب على عائشة القذافي وكل أفراد عائلتها في الجزائر الامتناع عن أي تصريح أو نشاط سياسي أو حزبي أو إعلامي، وإلا سيتم نقلهم إلى وجهة أخرى· وعرفت العلاقات الجزائرية تحسنا ملحوظا مقارنة عما كانت عليه قبل سقوط القذافي، حيث شهد الوضع في ليبيا بعد اندلاع الثورة اتهام مسؤولين بالمجلس الانتقالي الليبي الجزائر بإرسال مرتزقة للقتال إلى جانب نظام العقيد معمر القذافي رغم نفي الجزائر المتكرر ذلك، إلا أن المجلس الانتقالي الليبي استمر في اتهاماته خاصة بعد استقبال الجزائر عائلة القذافي، لكن الاتصالات غير المباشرة أنهت حالة التشنج بين الطرفين·