سؤال طرحته الدكتورة نوال السعداوي في مقال لها نشر على المواقع الإلكترونية، وأجابت عنه بكثير من المزاح والتهكم، وأسقطت كل الأفكار المسبقة حول قدرة المرأة على القيادة بدءا من ”يهفيه” أو ”يهوه”، إله اليهود، حتى مبارك الذي جن جنونه عندما قررت هي الترشح ضده في انتخابات 2005 في مصر. لن أخوض في تفاصيل مقال السيدة، ففيه من المنطق والعقل ما يكسر كل الطابوهات حول قدرة المرأة العقلية والفكرية في القيادة، قيادة دولة ومجتمع، ولنا في تجارب أكينو وتاتشر وأنجيلا ميركل ما يدحض كل الأفكار المتآمرة على النساء طوال فترات تاريخ البشرية وبالأخص منذ ظهور الديانات ومحاولة الرجل استعمال تعاليمها للسيطرة على المرأة التي كانت في عصور ما قبل الديانات وحتى بعدها أساس الأسرة. وقد عمرت الأسرة الأميسية طويلا، خاصة في إفريقيا، ومازالت المرأة عند التوارڤ هي الأساس وهي الوريث لوالديها قبل الابن. لم أذكر هنا المرحومة بنازير بوتو، كحاكمة مسلمة في بلاد تقطعه الصراعات على السلطة وتنخرها الرشوة والفساد، لأن بنازير بوتو في رأيي لم تكن النموذج الذي يمكننا أن نفخر به كمسلمات في الحكم، لأنها وإن لم تكن طرفا في الفساد قد سكتت عنه وتركت العنان لزوجها وأصهارها يغرقون باكستان في الرشاوى. فما يهمنا ليس فقط وصول المرأة إلى الحكم بقدر ما يهمنا نزاهة الحاكم. صحيح أن المرأة قادرة على الحكم بقوة لا تقل عن قوة الرجل، لكنها أحيانا لن تكون بأحسن منه، ولنا في الجزائر أمثلة على هذا النموذج من النساء. زوروا المعرض الدولي للكتاب وأنتم تصدمون بكيفية التلاعب بصفقات التنظيم، وكيف تتقاسم نساء ومالكات للعديد من دور النشر المقربة من السيدة الوزيرة، كيف لهفن كعكة التنظيم، وكل ما يمت للصالون من خدمات. تصوروا لو سيدة من هؤلاء حكمت البلاد لا قدر الله؟