خرج أمس، عشرات المواطنين عبر عدة أحياء بعاصمة الولاية المسيلة إلى الشارع، في حركة احتجاجية مطالبين السلطات المعنية بإنهاء المعاناة التي يكابدونها على مستوى أحيائهم السكنية التي تحولت إلى وديان من المياه عقب تهاطل كمية معتبرة من الأمطار الغزيرة ليلة الجمعة إلى السبت، والتي كانت سببا في كشف عدة عيوب بعاصمة ولاية تصنف ضمن المدن المتأخرة والتي تسير في ركب التخلف. ففي أحياء الجعافرة،50 مسكن، 144 مسكن، 209 مسكن، أولاد سيدي إبراهيم، ذراع الحاجة، لاروكاد، التجزئة الترابية 4، وحي النسيج، وحي إشبيليا القديمة الذي قضت فيها عائلة “تواتيت” ليلة بيضاء بعدما تحول مسكنها الهش إلى بحيرة من المياه بسبب اهتراء السقف، كما غمرت مياه الأمطار باقي الشوارع والأزقة مخلفة الرعب في نفوس قاطنيها بعدما غمرت المياه عدة مساكن، ووجدت كل الظروف مواتية، حيث تنعدم قنوات صرف مياه الأمطار، هذه الأخيرة عجلت بخروج المواطنين أمس إلى الشارع مطالبين بتهيئة الأحياء وتعميم الإنارة العمومية والقضاء على مختلف النقائص التي كانت محل عدة شكاوى كانوا قد وجهوها إلى السلطات المعنية. وفي الجهة الغربية لعاصمة الولاية، أقدم سكان حيي 209 و144 مسكن على غلق الطريق الوطني رقم 60 بالحجارة والمتاريس وأضرموا النار في العجلات المطاطية مطالبين بتهيئة الحيين وانتشالهم من مظاهر التخلف الحضري، فيما نادى بعض سكان حي 144 مسكن بضرورة وضع ممهلات للتقليل من حوادث المرور، كما قام سكان الجهة الشرقية بنفس الخطوة حين أقدم سكان حيي لاروكاد والجعافرة بغلق الطريق الوطني رقم 40 بالحجارة والمتاريس مطالبين بالتهيئة الحضرية المنعدمة عبر عدة أحياء وشوارع بمدينة المسيلة التي غمرتها المياه، حيث تنعدم التهيئة الحضرية وقنوات صرف مياه الأمطار، حيث امتلأت الشوارع عن آخرها وتجند العشرات من المواطنين لتصريف المياه المتدفقة عن منازلهم وأحيائهم في هبة تضامنية، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية عبر عدة نقاط بعدما تلقت عشرات المكالمات الهاتفية تطلب يد المساعدة، حيث علمنا في هذا الصدد أن هذه الأخيرة لم تسجل أي خسائر مادية أو بشرية عبر جميع الأحياء. من جهة أخرى، بلغت الكمية المتساقطة خلال 40 دقيقة ليلة الجمعة إلى السبت 58 ملم والتي كانت تسقط من قبل خلال 10 ساعات من التساقط وهو ما يفسر أن السكان أصيبوا بحالة من الفزع والخوف نتيجة تدفق المياه الغزيرة وانعدام قنوات الصرف، ومن جهة أخرى سارعت السلطات المحلية بالبلدية إلى تشكيل خلية أزمة للوقوف على النقائص المسجلة والتي كانت في وقت سابق محل انتقادات شديدة اللهجة لوالي الولاية منذ تعيينه على رأس المسيلة.