تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على شمال بسكرة في فيضان عدة أودية أهمها وادي سيدي زرزور الذي يشق المدينة إلى شطرين، حيث جرف كل ما وجده أمامه مكتسحا مساحات زراعية شاسعة في مضية بأراضي الحوش والسعدة وغيرها وفي الجهة الشرقية من الولاية، تفاجأ سكان مدينة زريبة الوادي وما جاورها بغمر وادي قشطان شوارع وأحياء المدينة، التي غرقت في الأوحال المنجرفة إثر فيضان سواقي ري أرض الوطن، التي يستغلها السكان في زراعة حبوب القمح والشعير، وكذا أعلاف الماشية، حيث اجتاحتها السيول في حدود الساعة التاسعة والنصف في كل من شوارع الحرملية الوسطى الشمالية والشرقية، وكذا أحياء 462 مسكن والسكن التساهمي. سلطات البلدية والشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية تدخلت في الحين لمعاينة الأضرار وإسعاف المتضررين، ولحسن الحظ لم تسجل أضرارا بشرية، باستثناء جرف مياه وادي بلخوخ لسيارة خفيفة فضلا عن تسرب المياه في بعض المساكن، هذا قبل أن تقوم البلدية بمساعدة مقاولين بفتح شق في أعلى السواقي لتحويل جريان المياه إلى الوادي للتقليل من تدفقها داخل المدينة. حركة المرور تشل لساعات والأحياء تحولت إلى أوحال وبرك مائية بتبسة أربع ساعات من تهاطل الأمطار الغزيرة على مناطق الولاية عشية أمس، كانت كافية لكشف عيوب الإنجازات الملفقة للعمليات المسجلة في مجال الأشغال العمومية، والهياكل القاعدية والري والسكنات، وكذا قنوات المياه والصرف الصحي، حيث تحولت شوارع المدن إلى برك مائية، متسببة في شل الحركة المرورية لساعات، خاصة أحياء عاصمة الولاية التي خرج سكان بعض أحيائها مثل حي المرجة ولرموط وحي ديار الشهداء في احتجاجات وصلت إلى حد مناوشات مع قوات الأمن، بقطعهم لطرقات بوضع المتاريس وحرق العجلات المطاطية للفت انتباه السلطات إلى الوضعية المؤلمة التي آلت إليها سكناتهم، بعد أن غمرتها مياه السيول الجارفة من المنحدرات والأودية، نتيجة انسداد بالوعات مياه الفيضانات التي أحدثت هلعا كبيرا في أوساط المواطنين، حيث غمرت المياه أزيد من 100 سكن بحي المرجة و70 سكنا بحي ديار الشهداء الواقع بطريق قسنطينة حسب مصالح الأرصاد الجوية بالولاية فإن كمية الأمطار التي تساقطت على المنطقة بلغت 40 ملم وسرعة الرياح وصلت إلى 60 كلم في الساعة. أكثر من 30 منزلا تغمره المياه وإتلاف القناطير من الحبوب بخنشلة سجلت مصالح الحماية المدنية بخنشلة عبر وحداتها المتواجدة بالولاية، ليلة أول أمس، بعد الاضطراب الجوي الذي شهدته المنطقة بسبب تساقط أمطار طوفانية لمدة زمنية تجاوزت الخمس ساعات، أكثر من 30 تدخلا بكل من بلديات خنشلة، قايس، ششار، أولاد رشاش، المحمل، بابار، تتعلق بمنازل غمرتها المياه متسببة في خسائر مادية معتبرة من أغطية وأفرشة. كما أشارت مصادر جرف السيول لسبعة رؤوس من الأغنام، إلى جانب إتلاف حوالي 100 قنطار من الحبوب بين قمح وشعير، في حين أكدت أنها لم تسجل أي خسائر بشرية.