ارتفعت حصيلة العملية النوعية التي دخلت أسبوعها الثاني بقيادة وحدات الجيش الوطني الشعبي، المدعمة بالقوات البحرية وفرق من القوات الخاصة والمظليين وأخرى متخصصة في مكافحة الإرهاب وتفكيك القنابل، بغابة الشويشة الممتدة بين منطقتي زموري ولقاطة، مرورا بمنطقة مندورة، شرق ولاية بومرداس، إلى سقوط 11 عنصرا إرهابيا برصاص الجيش. وقد تم تدمير عدد من المخابئ و”الكازمات” مع تفكيك قنابل يدوية الصنع كانت مزروعة بالغابة المعروفة بأنها أخطر معاقل التنظيم المسلح، نظرا لصعوبة اختراق الكازمات الواقعة تحت الأرض بالقذائف والقنابل لكون الغابة ساحلية وتغطيها الرمال. فيما لا تزال قوات الأمن تطوق الغابة من جميع النواحي وحتى البحرية منها، كما سمع دوي القصف المدفعي والمروحي على بعد عدة كيلومترات، وكذا تبادل طلقات النار، كما قامت قوات الأمن بغلق الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين زموري وجنات ودلس بصفة مؤقتة، في انتظار الانتهاء من عملية التمشيط التي سخرت لها إمكانيات هائلة. وحسبما علمته “الفجر” من مصادر مطلعة، فقد تمت العملية العسكرية النوعية، بناء على معلومات مؤكدة وردت لمصالح الأمن تفيد بتسلل جماعة إرهابية مسلحة إلى الغابة، بغرض عقد لقاء سري قصد إعادة ترتيب أوراق كتيبة الأرقم التي يتزعمها الإرهابي المدعو قوري عبد المالك، المكنى خالد أبو سليمان، بعدما أطاحت مصالح الأمن بعدد من أمرائها، أهمهم حبيب مراد، الملقب ب “المروكي” الأمير السابق لسرية زموري وقريب الإرهابي “د. خالد” الذي كان سائق الإرهابي سعداوي عبد الحميد المكنى “يحي أبو الهيثم”، مسؤول المالية والعلاقات الخارجية بتنظيم القاعدة، إضافة إلى الأمير الباشاغا المقضي عليه قبل سنوات المدعو هجرس حسين، المنحدر من زموري، إضافة إلى المكنى “شرشبيل” المنحدر من قرية أولاد زيان بلقاطة والذي كان ينشط رفقة شقيقه المقضي عليه أمين مال سرية لقاطة، والذين يحسبون على التنظيم الإرهابي المعروف باسم “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” تحت إمارة الأمير الوطني الإرهابي المدعو عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود. وأضافت مصادرنا أن قوات الجيش دخلت في اشتباك مسلح مع جماعة إرهابية مسلحة بوسط أحراش الغابة، حيث قامت بقصف مروحي ومدفعي عنيف على المناطق المشبوهة باستعمال مروحيات عسكرية والمدرعات الحربية والآليات الثقيلة، وسط حصار محكم وطوق أمني مشدد كما قامت قوات الأمن بغلق الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين زموري وجنات ودلس بصفة مؤقتة، لتجنب إصابة المواطنين والمدنيين باعتبار أن الغابة مترامية على طول الطريق المذكور. وأكدت ذات المصادر أن حصيلة القضاء على الإرهابيين بلغت 11 إرهابيا تم تحديد هوية سبعة منهم فيما لا يزال البقية يخضعون لعملية تحديد الهوية نظرا لصعوبة التعرف عليهم بعدما تعرضوا لعملية قصف عنيف. ويتعلق الأمر بكل من أمير سرية لقاطة، الإرهابي المدعو “ب. عادل” المكنى “إلياس صهيب”، من مواليد سنة 1983، ينحدر من حي بوصارة المعروف باسم “دوار حاج أحمد” ببلدية زموري، الذي التحق بالعمل المسلح منذ حوالي أربع سنوات، وكذا الإرهابي المسمى “د.هشام”، المنحدر من منطقة مندورة بلقاطة والبالغ من العمر 29 سنة، والذي التحق بالعناصر الإرهابية سنة 2006، والإرهابي المدعو “ح. كمال” المكنى أبو طلحة البالغ من العمر 24 سنة والمنحدر من قرية حاج أحمد بزموري، وهو شقيق الإرهابي مراد الملقب “المروكي” الأمير السابق لسرية زموري منفذ عملية اغتيال رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية المحافظ تواتي سنة 2009، بالإضافة إلى الإرهابي “ج. توفيق” المنحدر من منطقة لقاطة، والذي انخرط في الجماعات الإرهابية سنة 2008، إلى جانب الإرهابي “ه. نور الدين” البالغ من العمر 38 سنة المنحدر من منطقة زموري، شقيق الأمير السابق لسرية زموري المدعو حسين والمكنى “الباشاغا”، وشقيق الإرهابيين “بوعلام” و”محمد” الذين تم القضاء عليهم جميعا في السنوات الفارطة المنحدرين من بلدية زموري، وكذا الإرهابي “ش. مصطفى” المنحدر من قرية بوظهر بسي مصطفى، “د. هشام” البالغ من العمر 33 سنة المنحدر من قرية مندورة بلقاطة، وهو قريب الارهابي “د. خالد” الذي كان سائق الإرهابي سعداوي عبد الحميد المكنى “يحي أبو الهيثم” مسؤول المالية والعلاقات الخارجية بتنظيم القاعدة، إلى جانب أربعة آخرين من بينهم إرهابي يرجح أنه من خارج الولاية لم تحدد هويتهم بعد. وأشارت مصادرنا إلى أن أغلب العناصر الإرهابية المقضي عليها صدرت أحكام قضائية في حقها تتراوح ما بين 20 سنة والإعدام ولهم صلة قرابة بعدد من أمراء التنظيم الإرهابي المقضي عليهم في السنوات والأشهر الفارطة، كما أنهم التحقوا بصفوف الجماعة الإرهابية خلال سنة 2003 و2006، وذكرت ذات المصادر، أن العملية التي تقودها قيادة الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، تحت إشراف القطاع العسكري العملياتي لبومرداس لا تزال متواصلة، كما أن أفراد الجيش يواصلون التتوغل بغابة الشويشة التي تعتبر أحد معاقل التنظيم الإرهابي الذي يصعب اختراقه من طرف قوات الأمن المشتركة لغياب مسالك وطرق مؤدية إليها، حيث عثرت على كازمة بداخلها كمية معتبرة من النقود تابعة للمكلف بالمالية بكتيبة الأرقم المكنى “أيوب”، حيث يرجح أن تكون المبالغ المالية التي جمعتها الجماعة الإرهابية من فلاحي الكروم بالجهة الشرقية للولاية والتي اعتادت على ابتزازهم لدفع ما تسميه ‘'بالزكاة''، إلى جانب أجهزة طبية وأدوية.