أكد عدد من المختصين في الميدان الفلاحي بمستغانم، أن خطر التسمم باستهلاك الطماطم يتزايد بفعل عدم احترام الفلاحين للمهلة المحددة التي يجب فيها تأخير تسويق الطماطم المعالجة بالمواد الكيميائية حتى يخف تأثير موادها الفاعلة التي تسبب التسمم، خصوصا بعد تزايد خطر الفراشة حفارة الطماطم ومحدودية الحلول البيولوجية التي نفذها المخبر الجهوي لوقاية النباتات بمستغانم. ويأتي خطر التسمم بفعل انتشار الفراشة حفارة الطماطم بشكل كبير في كامل أنحاء ولاية مستغانم، ما أدى إلى لجوء الفلاحين إلى استعمال الأدوية الكيميائية بكثافة في الوقت الذي تحوي موادا فاعلة تبقى لمدة تقارب الأسبوع على ثمار الطماطم بما يمكن أن يسبب التسمم إذا ما تم استهلاكها بكميات كبيرة. فيما يحاول الفلاحون حماية محصولهم دون إدراك مدى خطورة المواد الفاعلة على الصحة العمومية في غياب مديريات التجارة، الصحة والفلاحة ونقص التفاعل بين الفاعلين في الميدان الفلاحي والمخبر الجهوي لوقاية النباتات، إلى جانب غياب التكوين العلمي الكافي لمعظم الفلاحين. بينما تبقى محاولات المخبر الجهوي لوقاية النباتات بتنفيذ حلول بيولوجية مجدية داخل البيوت البلاستيكية فقط، غير أنها تبقى محدودة النتائج. وتقوم الحلول البيولوجية على توزيع هرمونات على الفلاحين تجلب ذكور الفراش إلى أفخاخ محكمة بمعدل 20 فخا لكل هكتار يحوي كل منها سائلا ممزوجا بمطهر حتى يقضي على ذكور الفراش، وبالتالي يمنع الدورة الحياتية لهذه الحشرة التي تقوم بحفر أنفاق داخل أوراق الطماطم حتى تقضي نهائيا على النبتة وثمارها، ويصطلح عليها علميا ب"توتا أبسولوتا". فيما أكد عدد من الفلاحين ل”الفجر” أنهم قد امتنعوا عن استهلاك الطماطم التي ينتجونها لإدراكهم لخطورتها ويظل الحل - حسب عدد من المختصين في الميدان الفلاحي - في التدخل العاجل لتأخير تسويق الطماطم أياما لحماية المستهلكين.